يأكل منه أكلا ذريعا، وفي رواية: أكلا حثيثا.
صحيح: رواه مسلم في الأشربة (٢٠٤٤: ١٤٩) من طريق سفيان بن عيينة، عن مصعب بن سليم، عن أنس، فذكره.
قوله: "محتفز" قال النووي في شرح مسلم (١٣/ ٢٢٦): "هو بالزاي أي: مستعجل مستوفز غير متمكن في جلوسه وهو بمعنى قوله: مقعيا وهو أيضا معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الآخر في صحيح البخاري وغيره لا آكل متكئا على ما فسره الإمام الخطابي فإنه قال: المتكئ هنا المتمكن في جلوسه من التربع وشبهه المعتمد على الوطاء تحته قال: وكل من استوى قاعدا على وطاء فهو متكئ ومعناه لا آكل أكل من يريد الاستكثار من الطعام ويقعد له متمكنا بل أقعد مستوفزا وآكل قليلا.
وقوله: "أكلا ذريعا وحثيثا" هما بمعنى أي: مستعجلا - صلى الله عليه وسلم - لاستيفازه لشغل آخر، فأسرع في الأكل وكان استعجاله ليقضي حاجته منه، ويرد الجوعة ثم يذهب في ذلك الشغل" اهـ.
[٩ - باب ما جاء في الأكل متكئا]
• عن أبي جحيفة قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لرجلٍ عنده: "لا آكل وأنا متكئ". وفي لفظ: "لا آكل متكئا".
صحيح: رواه البخاري في الأطعمة (٥٣٩٩) عن عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا جرير، عن منصور، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة قال: فذكره.
واللفظ الآخر (٥٣٩٨) عن أبي نعيم، حدثنا مسعر، عن علي بن الأقمر به.
واختلف في صفة الاتكاء.
فقيل: أن يتمكن في الجلوس للأكل على أي صفة كان.
وقيل: أن يميل على أحد شقيه.
وقيل: أن يعتمد على يده اليسرى من الأرض.
كما اختلفوا في حكم الأكل متكئا، فزعم ابن القاص أن ذلك من الخصائص النبوية، وتعقبه البيهقي فقال: فقد يكره لغيره أيضا لأنه من فعل المتعظمين، وأصله مأخوذ من ملوك العجم، قال: فإن كان بالمرء مانعٌ يتمكن معه من الأكل إلا متكئا لم يكن في ذلك كراهة، ثم ساق عن جماعة من السلف أنهم أكلوا كذلك، وأشار على حمل ذلك عنهم على الضرورة.
قال الحافظ: "وفي الحمل نظر، وقد أخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس، وخالد بن الوليد، وعبيدة السلماني، ومحمد بن سيرين، وعطاء بن يسار، والزهري جواز ذلك مطلقا ... ". الفتح (٩/ ٥٤١ - ٥٤٢).
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ما رُئيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل متكئا قط،