منه قديما. ولكنه معلول بالانقطاع بين أبي عبيدة وأبيه، فإنه لم يسمع منه في قول عامة أهل العلم.
وروي عن أبي أسامة قال: قال هشام بن عروة، فأخبرني أبي قال: لما قتل الذين ببئر معونة، وأسر عمرو بن أمية الضمري، قال له عامر بن الطفيل: من هذا؟ فأشار إلى قتيل، فقال له عمرو بن أمية: هذا عامر بن فهيرة، فقال: لقد رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء، حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض، ثم وضع، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - خبرهم فنعاهم، فقال:"إن أصحابكم قد أصيبوا، وإنهم قد سألوا ربهم، فقالوا: ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا، فأخبرهم عنهم". وأصيب يومئذ فيهم عروة بن أسماء بن الصلت فسمي عروة به، ومنذر بن عمرو سمي به منذرا.
ذكره البخاري في المغازي (٤٠٩٣) - عقب حديث الهجرة المروي عن عائشة - عن شيخه عبيد بن إسماعيل، ثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.
فقال عقبه:"وعن أبي أسامة ... " فذكره مرسلا فهو معطوف على الإسناد السابق، كما قال الحافظ في التغليق (٤/ ١١٢) وإنما فصله ليبين الموصول من المرسل، قاله في الفتح (٧/ ٣٩٠).
يعني رواه من حديث عائشة موصولا وفيه قصة هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، ثم رواه بالإسناد إلى عروة بن الزبير، فذكر قصة أهل بئر معونة مرسلا عن عروة، والحديثان رواهما أبو نعيم، والإسماعيلي، والبيهقي، مساقا واحدا موصولا به مدرجا، ولم يفصلوهما كما فصله البخاري، ولذلك أورده ابن حجر في كتابه المدرج ليبين أن عمله هذا إدراج، وأن القصة الثانية ليست متصلة بل هي من مراسيل عروة، والله أعلم. انظر الفتح (٧/ ٣٩٠).
[٣٦ - باب ما جاء في فضائل أهل أحد]
• عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول يوم أحد:"اللهم! إنك إنْ تشأ لا تعبد في الأرض".
صحيح: رواه مسلم في الجهاد (١٧٤٣) عن حجاج بن الشاعر، ثنا عبد الصمد، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس قال: فذكره.
[٣٧ - باب ما جاء في فضل شهداء أحد]
• عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لما أصيب إخوانكم بأُحُد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة: تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد، ولا ينكلوا عند الحرب؟ فقال الله تعالى: أنا أبلغهم عنكم. قال: فأنزل الله: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا}[آل عمران: ١٦٩] إلى آخر الآية".