• عن أبي هريرة يقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من يرد اللَّه به خيرًا يصب منه".
صحيح: رواه مالك في العين (١٧٥٢) عن محمد بن عبد اللَّه بن أبي صعصعة، أنه قال: سمعت أبا الحباب سعيد بن يسار، يقول: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره.
ورواه البخاريّ في المرضى (٥٦٤٥) من طريق مالك به.
وقوله:"يصب منه" قال أبو عبيد الهروي: معناه يبتليه بالمصائب ليثيبه عليها.
وقال غيره: معناه يوجه إليه البلاء فيصيبه.
• عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أنهما سمعا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر اللَّه بها من خطاياه".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المرضى (٥٦٤١ - ٥٦٤٢) ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٧٣) كلاهما من طريق محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، فذكراه. واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.
• عن عروة بن الزبير أنه سأل عائشة فقال: أرأيت قول اللَّه تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} فواللَّه ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة. قالت: بئس ما قلت يا ابن اختي، إن هذه لو كانت كما أولتها عليه كانت لا جناح عليه أن لا يتطوّف بهما، ولكنها أنزلت في الأنصار، كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل، فكان من أهل يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة، فلما أسلموا سألوا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن ذلك، قالوا يا رسول اللَّه، إنا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا والمروة، فأنزل اللَّه تعالى: الآية. قالت عائشة رضي اللَّه عنها: وقد سن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الطواف بينهما، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما. ثم أخبرت أبا بكر بن عبد الرحمن، فقال: إن هذا لعلم ما كنت سمعته، ولقد سمعت رجالا من أهل العلم، يذكرون أن الناس -إلا من ذكرت عائشة ممن كان يهل بمناة- كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة، فلما ذكر اللَّه تعالى الطواف بالبيت، ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن قالوا: يا رسول اللَّه كنا