[٤ - سرية كعب بن عمير إلى بني قضاعة من أرض الشام في ربيع الأول سنة ثمان]
قال الزهري: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كعب بن عمير الغفاري في خمسة عشر رجلًا، حتى انتهوا إلى ذات أطلاع من الشام، فوجدوا جمعًا من جمعهم كثيرًا، فدعوهم إلى الإسلام، فلم يستجيبوا لهم، ورشقوهم بالنبل، فلما رأى ذلك أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاتلوهم أشد القتال حتى قتلوا، فأفلت منهم رجل جريح في القتلى، فلما أن برد عليه الليل تحامل حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهم بالبعثة إليهم، فبلغه أنهم ساروا إلى موضع آخر فتركهم.
رواه الواقدي في المغازي (٢/ ٧٥٢ - ٧٥٣) قال: حدثني محمد بن عبد الله، عن الزهري فذكره.
وقال: حدثني ابن أبي سبرة، عن الحارث بن الفضيل، قال: كان كعب يكمن النهار، ويسير الليل حتى دنا منهم، فرآه عين لهم فأخبرهم بقلة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاؤوا على الخيول فقتلوهم.
[٥ - سرية زيد بن حارثة إلى مدينة مقنا]
بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد بن حارثة إلى مدينة مقنا، وهي تقع قرب أيلة على البحر الأحمر آخر الحجاز وأول الشام، فأصابوا منها سبايا، منهم ضميرة مولى علي، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببيعهم وهم إخوة، فخرج إليهم وهم يبكون، فقال:"ما لهم يبكون؟ " فقالوا: فرقنا بينهم، قال:"لا تفرقوا بينهم، بيعوهم جميعًا".
ذكره ابن سعد (في القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ص: ٤٥٢، ترجمة حسين بن عبد الله) بإسناده عن فاطمة بنت حسين، وهي من التابعيات الثقات، فالحديث مرسل، وقال عنه ابن حجر في الإصابة (٢/ ٢١٤): سنده منقطع، يعني: أن فاطمة بنت الحسين لم تدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وذكره سعيد بن منصور في سننه (٢/ ٢٤٨) بإسناده عن فاطمة بنت حسين، وقال:"مقنا هي مدين"، وهي تقع غرب تبوك.