السبّاق بن عبد الدار أصابه سهم فمات منه بمكة. قاله ابن إسحاق.
قال ابن هشام: هو عثمان بن أمية بن منبّه بن عبيد بن السباق.
هؤلاء الأربعة من المشركين قتلوا يوم الخندق.
١٤ - باب بيان أن الله هو الذي هزم الأحزاب ونصر النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بالصبا
• عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "لا إله إِلَّا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١١٤) ومسلم في الذكر والدعاء (٧٧: ٢٧٢٤) كلاهما عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا اللّيث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه (هو أبو سعيد المقبريّ) عن أبي هريرة قال: فذكره.
قوله: "وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده" هو من السجع المحمود، والفرق بينه وبين المذموم ما يأتي بتكلف واستكراه، والمحمود ما جاء بانسجام واتفاق.
• عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قفل من الغزو أو الحجّ أو العمرة يبدأ فيكبر ثلاث مرار، ثمّ يقول: "لا إله إِلَّا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون عابدون ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١١٦) ومسلم في الحجّ (٤٢٨: ١٣٤٤) كلاهما من طريق نافع عن عبد الله بن عمر قال: فذكره.
• عن عبد الله بن عباس، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "نصرت بالصّبا، وأهلكت عاد بالدبور".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٠٥) ومسلم في صلاة الاستسقاء (١٧: ٩٠٠) كلاهما عن طريق شعبة، حَدَّثَنِي الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره.
قوله: "نصرت بالصبا" بفتح المهملة وتخفيف الموحدة وهي الريح الشرقية.
و"الدبور": هي الريح الغربية.
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور".
حسن: رواه الطبرانيّ في الأوسط (٧٨٣٧) وفي الصغير (١٠٦٩) عن محمود بن محمد الواسطي، حَدَّثَنَا محمد بن أبان الواسطي، حَدَّثَنَا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس بن مالك فذكره.
قال الطبرانيّ: لم يروه عن قتادة إِلَّا أبو عوانة، تفرّد به محمد بن أبان.
قلت: محمد بن أبان الواسطي أبو الحسن حسن الحديث، ذكره ابن حبَّان في "الثّقات" وقال بحشل: كان فقيها، وقال مسلمة في الصلة: محمد بن أبان الواسطي يكنى أبا الحسن ثقة.