• عن أبي حسن قال: دخلتُ الأسواف، قال: فأثرتُ - وقال القواريري مرة فأخذت - دُبْسِيّين، قال: وأمهما ترشرش عليهما، وأنا أريد أن آخذهما، قال: فدخل علي أبو حسن، فنزع متيخة، قال: فضربني بها، فقالت لي امرأة منا، يقال لها مريم: لقد تعست من عضده؛ من تكسير المتيخة، قال: فقال لي ألم تعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرم ما بين لابتي المدينة! .
حسن: رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على مسند أبيه (١٦٧١١) عن عبيد الله بن عمر (هو القواريري)، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، قال عمرو بن يحيى، حدثني عن يحيى بن عمارة، عن جده أبي الحسن قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل الدراوردي فإنه حسن الحديث.
وجدُّ يحيى بن عمارة هو أبو حسن الأنصاري المازني المدني مشهور بكنيته واسمه: تميم بن عمرو، وقيل: ابن عبد عمرو، وقيل: ابن عبد قيس بن مخرمة بن الحارث بن ثعلبة بن مازن.
قال ابن السكن: بدري له صحبة.
وقال الذهبي: بقي إلى زمن علي بن أبي طالب.
قوله: "دُبسيين" الدبسي هو طائر صغير. والدبسة لون بين السواد والحمرة.
قوله: "ترشرشُ" من الرشرشة وهي الإطافة بمن تخافه.
قوله: "تعست" أي أتعبت عضده.
قوله: "المتّيخة" جريدة النخل.
[٥ - باب الترغيب في سكنى المدينة]
• عن سفيان بن أبي زهير قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم يفتح الشام فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم يفتح العراق فيأتي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون".
متفق عليه: رواه البخاري في فضائل المدينة (١٨٧٥)، ومسلم في الحج (٤٩٧: ١٣٨٨) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير فذكره.
[٦ - باب فضل من صبر على شدة المدينة]
• عن يحنس مولى الزبير بن العوام أنه أخبره أنه كان جالسا عند عبد الله بن عمر في