[٢ - باب ما جاء في حرمة مكة والنهي عن استحلالها وتحريم صيدها وشجرها ولقطتها]
• عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح فتح مكة:"لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا" وقال يوم الفتح فتح مكة: "إنَّ هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إِلَّا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط إِلَّا من عرفها، ولا يختلى خلاها" فقال العباس يا رسول الله: إِلَّا الإذخر فإنه لقينهم ولبيوتهم، فقال:"إِلَّا الإذخر".
متفق عليه: رواه البخاريّ في جزاء الصيد (١٨٣٤)، ومسلم في الحجّ (١٣٥٣: ٤٤٥) - واللّفظ له - كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عاس فذكره.
قوله:"إنَّ هذا البلد حرّمه الله يوم خلق السموات والأرض" وأمّا ما جاء أن إبراهيم عليه السّلام حرّم مكة فمعناه أنه أعلن بهذا التحريم؛ لأنه لم يكن أحدٌ في مكة قبله.
• عن أبي هريرة قال: لما فتح الله عَزَّ وَجَلَّ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة قام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال:"إنَّ الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لن تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحد بعدي، فلا ينفر صيدها، ولا يختلى شوكها، ولا تحل ساقطتها إِلَّا لمنشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين، إما أن يفدي وإما أن يقتل". فقال العباس: إِلَّا الإذخر يا رسول الله؟ فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِلَّا الإذخر". فقام أبو شاه رجل من أهل اليمن فقال: اكتبوا لي يا رسول الله. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اكتبوا لأبي شاه" قال الوليد: فقلت للأوزاعي: ما قوله اكتبوا لي يا رسول الله؟ قال هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
متفق عليه: رواه البخاريّ في اللقطة (٢٤٣٤)، ومسلم في الحجّ (٤٤٧: ١٣٥٥) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، حَدَّثَنِي يحيى بن أبي كثير، حَدَّثَنِي أبو سلمة بن عبد الرحمن، حَدَّثَنِي أبو هريرة فذكره.
ورواه مسلم في الحجّ (٤٤٨: ١٣٥٥) من طريق آخر عن يحيى بن أبي كثير، أخبرني أبو سلمة أنه سمع أبا هريرة يقول: إن خزاعة قتلوا رجلًا من بني ليث عام فتح مكة، بقتيل منهم قتلوه، فأخبر بذلك