متفق عليه: رواه البخاري في الصوم (٢٠٠٥)، ومسلم في الصيام (١١٣١) من طريق أبي أسامة (هو حماد بن أسامة)، عن أبي العميس (هو عتبة بن عبد الله المسعودي)، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى، قال (فذكره).
والرواية الثانية للبخاري في المناقب (٣٩٤٢) من طريق حماد بن أسامة، به.
وزاد مسلم في رواية: قال أبو أسامة: فحدثني صدقة بن أبي عمران، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى، قال: "كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء، يتخذونه عيدًا ويُلْبسون نساءهم فيه حُليَّهم وشارَتهم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فصوموه أنتم".
قوله: "شارتَهم" أي هيتهم الحسنة.
قال الحافظ ابن حجر: "ظاهره أن الباعث على الأمر بصومه محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه؛ لأن يوم العيد لا يصام، وحديث ابن عباس يدل على أن الباعث على صيامه موافقتهم على السبب وهو شكر الله تعالى على نجاة موسى، لكن لا يلزم من تعظيمهم له واعتقادهم بأنه عيد أنهم كانوا لا يصومونه، فلعلهم كان من جملة تعظيمهم في شرعهم أن يصوموه، وقد ورد ذلك صريحًا في حديث أبي موسى هذا فيما أخرجه المصنف في الهجرة بلفظ: "وإذا أناسٌ من اليهود يعظمون عاشوراء ويصومونه" انتهى.
وفي الباب ما رُوي عن أبي هريرة، قال: مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بأناس من اليهود قد صاموا يوم عاشوراء. فقال: ما هذا الصوم؟ قالوا: هذا اليوم الذي نجّى الله موسى وبني إسرائيل من الغرق، وغرَّق فيه فرعون. وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي، فصام نوح وموسى شكرًا لله. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أحقُّ بموسى، وأحقُّ بصوم هذا اليوم، فأمر أصحابه بالصّوم.
رواه أحمد (٨٧١٧) عن أبي جعفر، أخبرنا عبد الصمد، عن أبيه، عن شبيل، عن أبي هريرة، فذكره.
وعبد الصمد هو ابن حبيب ضعيف، وأبوه مجهول كما سبق.
وفيه نكارة في قوله: "وهذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي فصام نوح".
[٤٠ - باب ما جاء في صوم يوم التاسع مع العاشر مخالفة لأهل الكتاب]
• عن عبد الله بن عباس، قال: حين صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صُمْنا اليوم التاسع".
قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وفي رواية: "لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع".