انظر بقية أحاديث نزول الرب تبارك وتعالى في كتاب الإيمان والدعوات.
[١٤ - باب ما جاء في فضل الصلاة في جوف الليل]
• عن أبي هريرة يرفعه قال: سئل: أيُّ الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ وأيُّ الصيام أفضلُ بعد شهر رمضان؟ فقال: "أفضلُ الصلاة بعد الصلاة المكتوبة، الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم".
صحيح: رواه مسلم في الصيام (١١٦٣/ ٢٠٣) عن زهير بن حرب، حدثنا جرير، عن عبد الملك بن عُمير، عن محمد بن المُنْتَشِر، عن حُميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة فذكره.
• عن عمرو بن عبسة يقول: قلت: يا رسول الله! هل من ساعة أقرب من الأخرى؟ أو هل من ساعة يُبتغَي ذكرُها؟ قال: "نعم، إن أقرب ما يكون الرب عز وجلَّ من العبد جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله عز وجل في تلك الساعة فكُن، فإن الصلاة محضورة مشهودَةٌ إلى طلوع الشمس".
صحيح: رواه النسائي (٥٧٢) عن عمرو بن منصور، أخبرنا آدم بن أبي إياس، حدثنا الليث بن سعد، حدثنا معاوية بن صالح، قال: أخبرني أبو يحيي سُليم بن عامر وضمرة بن حبيب وأبو طلحة نعيم بن زياد قالوا: سمعنا أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت عمرو بن عَبَسَة فذكره.
ورواه الترمذي (٣٥٧٩) من طريق معاوية بن صالح به مختصرًا وقال: "حسن صحيح غريب من هذا الوجه".
قلت: وهو كما قال فإنه صحيح، وقد صحّحه أيضا ابن خزيمة فأخرجه من هذا الطريق في صحيحه (١١٤٧).
ورواه أبو داود (١٢٧٧) وعنه البيهقي (٢/ ٤٥٥) من وجه آخر عن أبي أمامة، عن عمرو بن عبسة وفيه: أي الليل أسمع؟ فقال: "جوف الليل الآخر، فصَلِّ ما شئت، فإن الصلاة مشهودة مكتوبه. وهذا إسناد صحيح، وأبو أمامة هو صُدي بن عجلان الباهليّ، صحابيّ مشهور.
وأما ما رواه ابن ماجه (١٢٥١) من وجه آخر عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن عمرو بن عَبَسَة وفيه: "جوف الليل الأوسطه فهو منكر، لأن فيه عبد الرحمن بن البيلماني ضعيف، والراوي عنه يزيد بن طلق مجهول، ومن نكارتهما قولهما: "الليل الأوسط"، وأما أصل الحديث فهو في صحيح مسلم في صلاة المسافرين (٨٣٢) في قصة إسلام عمرو بن عبسة وسبق تخريجه في ثواب الوضوء، وفي المواقيت، وليس فيه ذكر لجوف الليل الآخر.
وفي الباب عن أبي مسلم قلت لأبي ذر: أي قيام الليل أفضل؟ قال أبو ذر: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما سألتني فقال: "جوف الليل الغابر - أو نصف الليل - وقليل فاعلُه".