الوهم وزال ما كان خامرهم من الشبهة فيها والله أعلم".
وروي في معناه عن سهل بن حارثة الأنصاري ولا يصح.
وكذلك لا يصح ما روي عن فروة بن مسيك المرادي قال: قلت: يا رسول الله! إن أرضا عندنا يقال لها: أرض أبين، هي أرض ريفنا وميرتنا، وإنها وبئة - أو قال إن بها وباء شديدا - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعها عنك فإن من القرف التلف".
رواه أبو داود (٣٩٢٣)، وأحمد (١٥٧٤٢) من طريق عبد الرزاق، وهو في مصنفه (٢٠١٦٣) قال: أخبرنا معمر، عن يحيى بن عبد الله بن بحير، قال: أخبرني من سمع فروة بن مسيك المرادي قال: فذكره.
وإسناده ضعيف لأن الرجل اك ي سمع فروة بن مسيك مبهم، ويحيى بن عبد الله بن بحير مستور.
قوله: "أبين" بوزن أحمر وهي قرية على جانب البحر ناحية اليمن، وقيل: هو اسم مدينة عدن.
قوله: "أرض ريفنا" هي الأرض ذات الزرع والخصب.
قوله: "ميرتنا" معطوفة على ريفنا أي طعامنا المجلوب أو المنقول من بلد إلى بلد.
قوله: "القرف" ملابسة الداء ومداناة المرض، والتلف: الهلاك. والمعنى أن من ملابسة الداء ومداناة الوباء تحصل بها هلاكة النفس، فالدخول في أرض بها وباء ومرض لا يليق.
قال الخطابي: "وليس هذا من باب العدوى وإنما هو من باب الطب فإن استصلاح الأهوية من أعون الأشياء على صحة الأبدان وفساد الهواء من أضرها وأسرعها إلى إسقام البدن عند الأطباء وكل ذلك بإذن الله ومشيئته لا شريك له فلا حول ولا قوة إلّا به".
[٤ - باب كفارة من قال بالطيرة]
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك" قالوا: يا رسول الله! ما كفارة ذلك؟ قال: "أن يقول أحدهم: اللهم! لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك".
حسن: رواه أحمد (٧٠٤٥) عن حسن، حدثنا ابن لهيعة، أخبرنا ابن هبيرة، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو قال: فذكره.
وابن لهيعة فيه كلام معروف ولكن رواه عبد الله بن وهب في جامعه من ثلاثة أسانيد أحدها (٦٥٨) عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بن هبيرة بإسناده ولم يذكر لفظه وإنما أحال على لفظ فضالة بن عبيد الأنصاري كما يأتي وهو مختصر.
ولكن ساق ابن السني في عمل اليوم والليلة (٢٩٢) لفظه كاملا من هذا الوجه، وابن وهب ممن سمع ابن لهيعة قبل احتراق كتبه، ولذا حسّن إسناده أهل العلم، وإنما الضعف في حديث ابن لهيعة