وقوله: وقد آضتِ الشمسُ" معناه رجعت إلى حالها الأول قبل الكسوف، وهو من أض يَئيضُ إذا رجع ومنه قولهم: أيضًا. وهو مصدر منه.
• عن عطاء يقول: سمعتُ عُبَيد بن عُمير يقول: حدثني من أصدِّقُ -حسبتُه يُريد عائشة- أن الشمس انكسفتْ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام قيامًا شديدًا، يقوم قائمًا ثم يركع، ثم يقوم ثم يركع، ثم يقوم ثم يركع, ركعتين في ثلاث ركعات، وأربع سجدات، فانصرف، وقد تَجَلَّتِ الشمسُ، وكان إذا ركع قال: "الله أكبر" ثم يركع، وإذا رفع رأسه قال: "سمع الله لمن حمده" فقام فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: "إن الشمس والقمر لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما من آيات الله يُخوِّفُ الله بهما عبادَه، فإذا رأيتُم كُسُوفًا فاذكروا الله حتى ينجليا".
صحيح: رواه مسلم في الكسوف (٩٠١) عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا محمد بن بكر، أخبرنا ابن جريج، قال: سمعت عطاءً فذكره.
ورواه من وجه آخر عن قتادة، عن عطاء بن أبي رباح، وفيه عن عائشة بدون شك، أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّي ستَّ ركعات وأربعَ سجدات.
وقوله: "ركعتين في ثلاث ركعات" هو بمعنى قوله: "ست ركعات وأربع سجدات" أي: أنه صلى ركعتين، وفي كل ركعة ثلاث ركوع وسجدتان.
وفي سنن أبي داود (١١٧٧): "فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - قيامًا شديدًا ... حتى إن رجالًا يومئذ لَيُغشَي عليهم مما قام بهم، حتى إنَّ سِجال الماء لتُصَبُّ عليهم".
وأما ما ورد في نصب الراية (٢/ ٢٢٦) عن ابن عباس أنه عليه السلام صلي في الكسوف فقرأ ثمَّ ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم سجد، وقال الأخرى مثلها. رواه مسلم عن طاوس، عن ابن عباس، فهذا وهم من المصنف رحمه الله تعالى، والصواب أنه: قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، يعني أربع ركعات كما سيأتي.
[٦ - باب ثمان ركعات في ركعتين]
• عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صَلَّى في كسوف، قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم سجد، قال: والأخرى مثلها.
وفي رواية: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كسفتِ الشمسُ ثمان ركعات في أربع سجدات، وعن علي مثل ذلك.
صحيح: رواه مسلم في الكسوف (٩٠٩) من طريق يحيى، عن سفيان، قال: حدثنا حبيب، عن طاوس، عن ابن عباس فذكره.