للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على اللقاح فاستاقوها فيدركهم يسار مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعه نفر فقاتلهم فقطعوا يده ورجله وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتَّى مات. وبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخبر فبعث في أثرهم عشرين فارسا واستعمل عليهم كرز بن جابر الفهري فأدركوهم فأحاطوا بهم وأسروهم وربطوهم وأردفوهم على الخيل حتَّى قدموا بهم المدينة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالغابة فخرجوا بهم نحوه، فلقوه بالزغابة بمجتمع السيول وأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم فصلبوا هناك وأنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} الآية [سورة المائدة: ٣٣] فلم يسمل بعد ذلك عينًا. وكانت اللقاح خمس عشرة لقحة غزارا فردوها إلى المدينة ففقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها لقحة تدعى الحناء فسأل عنها فقيل نحروها.

الطبقات (٢/ ٩٣)، ومغازي الواقدي (٢/ ٥٦٨ - ٥٧٠).

• عن أنس بن مالك: أن ناسًا من عكل وعرينة قدموا المدينة على النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، وتكلموا بالإسلام، فقالوا: يا نبي الله! إنا كنا أهل ضرع، ولم نكن أهل ريف، واستوخموا المدينة، فأمر لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذود وراع، وأمرهم أن يخرجوا فيه، فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا حتَّى إذا كانوا ناحية الحرة، كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، واستاقوا الذود، فبلغ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، فبعث الطلب في آثارهم، فأمر بهم، فسمروا أعينهم، وقطعوا أيديهم، وتركوا في ناحية الحرة حتَّى ماتوا على حالهم.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤١٩٢) واللّفظ له، ومسلم في القسامة (١٦٧١: ١٤) كلاهما من طريق سعيد، عن قتادة، عن أنس فذكره.

[١٥ - سرية عمرو بن أمية الضمري إلى أبي سفيان بن حرب بمكة]

كانت في شوال سنة ست، وذلك أن أبا سفيان بن حرب قال لنفر من قريش: ألا أحد يغتال محمدًا، فإنه يمشي في الأسواق فأتاه رجل صن الأعراب فقال: قد وجدت أجمعَ الرجال قلبًا وأشده بطشًا وأسرعه شدًّا فإن أنت قويتني خرجت إليه حتَّى أغتاله ومعي خنجر مثل خافية النسر فأُسوِره ثمّ آخذ في عير وأسبق القوم عدوًا فإني هاد بالطريق خريت قال: أنت صاحبنا فأعطاه بعيرًا ونفقة وقال: اطو أمرك، فخرج ليلًا فسار على راحلته خمسًا وصبح ظَهر الحرة صبح سادسة، ثمّ أقبل يسأل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حو حتَّى دل عليه فعقل راحلته ثمّ أقبل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في مسجد بني عبد الأشهل فلمّا رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن هذا ليريد غدرًا فذهب ليجني على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجذبه أسيد بن الحضير بداخلة إزاره فإذا بالخنجر، فسُقط في يديه وقال: دمي دمي فأخذ أسيد بلبته فدعته فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اصدقني ما أنت؟ قال: وأنا آمن؟ قال: نعم فأخبره بأمره وما

<<  <  ج: ص:  >  >>