للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٣ - تفسير سورة الرعد وهي مكية، عدد آياتها: ٤٣]

١ - باب قوله: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٤)}

وقوله: {قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} أي أراضٍ يجاور بعضها بعضا، ومع ذلك فهذه طيبة، تُنبت ما يفيد الناس، وهذه سَبَخة مالحة لا تنبت شيئا.

وكذلك يدخل في هذه الآية اختلاف ألوان بقاع الأرض، فهذه حمراء، وهذه بيضاء، وهذه سوداء، وهذه كذا وكذا.

وهذا يدل على أن فاعلها قادر وحكيم.

وقوله: {وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ}.

• عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: {وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ}. قال: "الدقل، والفارسي، والحلو، والحامض".

حسن: رواه ابن جرير في تفسيره (١٣/ ٤٣١)، والعقيلي في ضعفائه (٢/ ١٣١)، وابن عدي في الكامل (٣/ ١٢٧٠) كلهم من طرق سليمان بن عبيد الله الرقي، حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

وإسناده حسن من أجل سليمان بن عبيد الله الرقي، فإنه حسن الحديث.

لكن سأل ابن أبي حاتم أباه عن طريق سليمان بن عبيد الله الرقي المذكور فقال: "حدث سليمان بهذا الحديث وأنا بالكوفة، فلم يقض لي السماع منه، ثم رجع عنه فقال: حدثنا به سيف بن محمد ابن أخت سفيان أخو عمار وهو ضعيف الحديث". اهـ. علل الحديث (١٧٣٣).

قلت: رواه الترمذي (٣١١٨) عن محمود بن خداش البغدادي، حدثنا سيف بن محمد الثوري، عن الأعمش به.

وقال: "هذا حديث حسن غريب، وقد رواه زيد بن أبي أنيسة، عن الأعمش نحو هذا. وسيف بن محمد هو أخو عمار بن محمد، وعمار أثبت منه، وهو ابن أخت سفيان الثوري" اهـ.

إن كان ما قاله الترمذي صحيح فيكون زيد بن أبي أنيسة متابعا لسيف بن محمد، وهو ضعيف

<<  <  ج: ص:  >  >>