وعلي بن زيد بن جدعان هو التيمي البصري ضعيف عند جمهور أهل العلم لكنه لا بأس به عند المتابعة، فقد تابعه ثابت كما تقدّم.
قال الهيثميّ في "المجمع"(٩/ ٣١٢): "رواه أحمد وأبو يعلى ورجال الرواية الأولى رجال الصَّحيح". قلت: يعني بالرواية الأولى رواية ثابت.
[١١٧ - باب مما جماء في أخبار أبي مسعود البدري]
• عن شقيق بن سلمة قال: كنت جالسًا مع أبي مسعود وأبي موسى وعمار فقال أبو مسعود: ما من أصحابك أحد إِلَّا لو شئت لقلت فيه غيرك، وما رأيت منك شيئًا منذ صحبت النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أعيب عندي من استسراعك في هذا الأمر، قال عمار: يا أبا مسعود وما رأيت منك ولا من صاحبك هذا شيئًا منذ صحبتما النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أعيب عندي من إبطائكما في هذا الأمر، فقال أبو مسعود: - وكان موسرا - يا غلام، هات حلتين، فأعطى إحداهما أبا موسى، والأخرى عمارا، وقال: روحا فيه إلى الجمعة.
صحيح: رواه البخاريّ في الفتن (٧١٠٥، ٧١٠٦، ٧١٠٧) من طريق عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة فذكره.
[١١٨ - باب فضائل أبي موسى الأشعري]
• عن سعد بن عبيدة قال: جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن عثمان، فذكر عن محاسن عمله، قال: لعل ذاك يسوؤك؟ قال: نعم. قال: فأرغم الله بأنفك. ثمّ سأله عن علي، فذكر محاسن عمله، قال: هو ذاك بيته أوسط بيوت النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، ثمّ قال: لعل ذاك يسوؤك؟ قال: أجل. قال: فأرغم الله بأنفك، انطلق فاجهد عليّ جهدك. أبي موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي موسى:"لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود".
متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل القرآن (٥٠٤٨)، ومسلم في صلاة المسافرين (٢٣٦: ٧٩٣) كلاهما من طرق، عن أبي بردة، عن أبي موسى فذكره، واللّفظ لمسلم. وقد جاء في كتاب الله: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (١٨) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ} [ص: ١٧ - ١٩].
والمراد بقوله: مزامير آل داود - أي داود وأولاده.
والمزمار - نوع من العود يضرب به عند التغني، وقد يطلق على حسن الصوت وحده، فإن أبا موسى