أحدكم فلوّه ووصيفه أو فصيله".
حسن: رواه البزار - كشف الأستار (٩٣١) -، والطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ١٤١٢) كلاهما من حديث إسماعيل، حدثني أبي، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، فذكرته.
قال الهيثمي في المجمع (٣/ ١١٢): "رواه البزار، ورجاله ثقات".
وإسناده حسن من أجل الكلام في إسماعيل وهو ابن أبي أويس - واسمه عبد الله - فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، وهو من رجال الشيخين.
٣٧ - باب قوله: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٠٧) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (١٠٨)}
نزلت هذه الآيات في جماعة من المنافقين الذين بنوا مسجدا ضِرارا لمسجد قباء جاء في صحيح مسلم (٢٧٧٩: ٩): "في أصحابي اثنا عشر منافقا".
إنْ كان هؤلاء فهذه أسماؤهم كما ذكرهم ابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٨٠)، والبغوي في تفسيره (٢/ ٣٢٤): وديعة بن ثابت، وجذام بن خالد، وثعلبة بن حاطب، وجارية بن عامر، وابناه مجمع وزيد، ومعتب بن قشير، وعباد بن حنيف أخو سهل بن حنيف، وأبو حبيبة بن الأزعر، ونبتل بن الحارث، وبجاد بن عثمان، ورجل يقال له: بَحْزَج.
• عن ابن عباس أن قوله: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا} هم أناس من الأنصار، ابتنوا مسجدا، فقال لهم أبو عامر: ابنوا مسجدكم، واستعدوا بما استطعتم من قوة، وسلاح. فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم، فآتي بجند من الروم فأُخرج محمدا وأصحابه.
حسن: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٦/ ١٨٧٨) عن أبيه، عن أبي صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي صالح وهو عبد الله بن صالح كاتب الليث، حسن الحديث.
وأبو عامر هذا هو الراهب الذي تنصر في الجاهلية قبل مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وقرأ علم أهل الكتاب، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، واجتمع المسلمون عليه، وصارت للإسلام كلمة عالية أظهر العداوةَ والبغضاءَ، وحث أصحابه من أهل المدينة، ببناء هذا المسجد مجاورا لمسجد قباء، ليكون لهم مركزا للتشاور فيما بينهم.
وأما هو فذهب إلى الشام يستنصره على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوعده ملك الشام بجيش وعدة.
فلما فرغوا من بناء مسجدهم أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: قد فرغنا من بناء مسجدنا، فنحب أن