وصحّحه ابن حبان (٧٠٧٦)، ورواه من طريق عثام بن عليّ، بإسناده مثله.
وهانئ بن هانئ هو الهمدانيّ لم يرو عنه إلا أبو إسحاق، ذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٥٠٩) وقال النسائي: "ليس به بأس"، ولكن جهّله ابن المديني. وقال حرملة عن الشّافعيّ: "هانئ بن هانئ لا يُعرف، وأهل العلم بالحديث ينسبون حديثه لجهالة حاله".
قلت: ولكنه توبع فقد رواه النسائيّ (٥٠٠٧) من وجه آخر عن عمرو بن شرحبيل، عن رجل من أصحاب النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكره نحوه.
وعمرو بن شرحبيل هو الهمدانيّ أبو ميسرة الكوفيّ، روى عن عليّ بن أبي طالب وغيره من الصحابة، وهو من رجال الصحيحين؛ فلعلّ المبهم في الإسناد هو عليّ بن أبي طالب، ولو كان غيره فلا يضر؛ لأنّ جهالة الصحابة لا تضر في صحة الحديث.
وهذا الحديث أورده الحافظ ابن حجر في ترجمة عمار بن ياسر في "الإصابة" إلّا أنه عزاه إلى الترمذيّ وابن ماجه، وحسّن إسناده، وعزوه إلى الترمذي وهم منه.
وقوله: "مُشاشه" أي رؤوس عظامه، يريد بذلك قوّة إيمانه.
[٣٣ - باب رجحان أهل اليمن في الإيمان]
• عن أبي مسعود قال: أشار النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بيده نحو اليمن فقال:
"الإيمان يمان هاهنا، ألا إنَّ القسوة وغِلَظ القلوب في الفدّادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلعُ قرنا الشّيطان في ربيعة ومُضر".
متفق عليه: رواه البخاريّ في بدء الخلق (٣٣٠٢)، ومسلم في الإيمان (٥١) كلاهما من حديث إسماعيل بن أبي خالد، قال: سمعتُ قيسًا يروي عن عقبة بن عمرو أبي مسعود، فذكره.
قوله: "الفدّادين" بتشديد الدّال جمع فدّاد، وهو من الفديد، ومعناه: الصوت الشّديد - أي الذين تعلو أصواتُهم في إبلهم وخيلهم وحروثهم ونحو ذلك.
ومعنى قوله: "عند أصول أذناب الإبل" أي الذين لهم جَلبةٌ وصياح عند سوقهم لها.
وقوله: "حيث يطلع قرنا الشّيطان في ربيعة ومضر" فقوله: "في ربيعة ومضر" بدل من قوله: "في الفدّادين" أي القسوة في ربيعة ومضر الفدّادين.
وقوله: "قرنا الشّيطان" جانب رأسه، والمراد بذلك: اختصاص المشرق بمزيد من تسلط الشيطان، ومن الكفر كما جاء في حديث آخر: "رأس الكفر نحو المشرق" سيأتي من حديث أبي هريرة، وكان ذلك في عهده -صلى اللَّه عليه وسلم- حين قال ذلك، ويكون حين يخرج الدجال من الشرق. انتهى باختصار من كلام ابن الصّلاح في صيانة صحيح مسلم.
• عن أبي هريرة، قال: سمعت رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "الفخر والخُيلاء في