وأما ما روي عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه". فإسناده ضعيف جدا.
رواه الترمذي (٣٤٧٩)، وابن حبان في ترجمة صالح بن بشير المري من المجروحين (١/ ٤٧١)، وابن عدي في الكامل (٤/ ١٣٨٠)، والحاكم (١/ ٤٩٣) كلهم من طريق صالح المري، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
وأما الحاكم فقال: "هذا حديث مستقيم الإسناد، تفرد به صالح المري، وهو أحد زهاد أهل البصرة".
وتعقبه المنذري فقال: "صالح المري لا شك في زهده، لكن تركه أبو داود والنسائي".
الترغيب والترهيب (٢٥٧٢).
وكذلك تعقبه الذهبي بقوله: "قلت: صالح متروك".
٣ - باب ما رُوي أن أعجز الناس من عجز في الدعاء
روي عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعجز الناس من عجز في الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام".
رواه الطبراني في الدعاء (٦١) من طرق عن زيد بن الحريش، ثنا عثمان بن الهيثم، ثنا عوف، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل فذكره.
فيه زيد بن الحريش الأهوازي ذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٢٥١) وقال: "ربما أخطأ".
وقال ابن القطان: "مجهول الحال". وفيه الحسن وهو الإمام المعروف بالتدليس.
وروي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعجز الناس من عجز في الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام".
رواه الطبراني في الأوسط (٥٥٨٧)، وفي الدعاء. (٦٠)، والبيهقي في الشعب (٨٣٩٢) كلهم من طريق مسروق بن المرزبان، ثنا حفص بن غياث، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة فذكره.
قال الطبراني: "تفرد به مسروق".
قلت: وهو حسن الحديث ما لم يخالف غير أنه خولف في إسناده، فروي موقوفا. رواه أبو يعلى (٦٤٤٩) وعنه ابن حبان (٤٤٩٨) من طريق إسماعيل بن زكريا - ورواه البخاري في الأدب المفرد (١٠٤٢) من طريق علي بن مسهر - ورواه محمد بن فضيل بن غزوان في الدعاء (٥٤) - ثلاثتُهم عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة موقوفا عليه.
وعلي بن مسهر ثقة، والآخران صدوقان فاتفاق هؤلاء الثلاثة على وقفه أرجح وأصح.