سليمان بن بلال، عن يونس بن يزيد الأيلي به مثله. وهي متابعة قوية لطلحة بن يحيى ووهم الهيثميّ فأورده في "مجمع الزوائد" (٢/ ٨٢) وقال: "رواه الطبرانيّ في "الكبير" ورجاله رجال الصَّحيح".
وقوله: "تُلْتَمع أي: تُختلس. يقال: التمعنا القومَ. أي: ذهبنا بهم. ومن هذا قيل: التمع لونُه إذا ذهب.
وفي الباب عن أبي سعيد الخدريّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أحدكم يصلِّي فلا يرفع بصرَه إلى السماء، لا يَلْتمع" إسناده ضعيف، رواه الطبرانيّ في "الكبير" (٥٤٣٦) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي سعيد فذكر مثله.
قال الهيثميّ في "المجمع" (٢/ ٨٢) فيه ابن لهيعة، وفيه ضعف. بعد أن عزاه إلى الطبرانيّ في "الأوسط" و "الكبير".
وعن كعب بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لينتهِيَنَّ أقوام عن رفعهم أبصارهم إلى السماء، أو لتُخطفنَّ أبصارُهم" قال الهيثميّ: "رواه الطبرانيّ في الكبير، وفيه عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة وهو ضعيف".
[٩ - باب ما روي أنه لا يجاوز بصره موضع سجوده]
رُوي عن أبي هريرة، قال: إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلَّى رفع بصره إلى السماء، فنزلت: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [سورة المؤمنون: ٢] فطأطأ رأسه.
رواه الحاكم (٢/ ٣٩٣) وعنه البيهقيّ (٢/ ٢٨٣) عن أبي سعيد أحمد بن يعقوب الثقفيّ، ثنا أبو شعيب الحرانيّ، أخبرني أبيّ، أنبأ إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشّيخين، لولا خلاف فيه على محمد، فقد قيل عنه: مرسل".
قلت: وهو كما قال، فقد قال البيهقيّ أيضًا: ورواه حمّاد بن زيد عن أيوب، مرسلًا. وهذا هو المحفوظ".
وروي ذلك أيضًا عن أبي زيد سعيد بن أوس، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة موصولًا. قال البيهقيّ: والصحيح أنه مرسل. ثمّ ذكر رواية متصلة من طريق محمد بن يونس، ثنا سعيد أبو زيد الأنصاريّ، فذكره إِلَّا أنه قال: كان يلتفت في الصّلاة حتَّى نزلت هذه الآية: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [سورة المؤمنون: ١، ٢] فنكس رأسه. ووصف لنا أبو زيد. انتهى.
وفي إسناده محمد بن يونس وهو الكديمي البصريّ "ضعيف"، قال ابن حبان: كان يضع الحديث. وقال ابن عدي: كان قد اتهم بالوضع، وادّعى الرواية عمن لم يرهم.