للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: بل الصواب أنه صحيح فإن رجاله ثقات.

وقوله: "فطاشت السجلات" أي خفَّتْ.

وقوله: "بطاقة" أي ورقة صغيرة.

وقوله: "سجلات" جمع سجل، وهو الكتاب الكبير.

وفي الباب عن سهيل ابن البيضاء قال: بينما نحن في سفر مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنا رديفه، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا سهيلُ ابن البيضاء" ورفع صوته مرتين أو ثلاثًا، كلّ ذلك يجيبه سهيلٌ، فسمع الناسُ صوتَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فظنوا أنه يريدهم، فحبس من كان بين يديه، ولحقه من كان خلفه، حتى إذا اجتمعوا قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّه من شهد أن لا إله إلا اللَّه، حرَّمه اللَّه على النار، وأوجب له الجنة".

رواه الإمام أحمد (١٥٧٣٨)، والطبراني في الكبير (٦٠٣٣)، وصحّحه ابن حبان (١٩٩)، والحاكم (٣/ ٦٣٠) كلهم من طريق ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن سعيد بن الصلت، عن سهيل ابن بيضاء، فذكر الحديث.

وفي إسناده انقطاع؛ فإن سعيد بن الصلت لم يدرك سهيل ابن بيضاء، لأنه توفي في حياة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سنة تسع، ولذا قال أبو حاتم: "إنه مرسل".

وسكت عليه الحاكم وقال الذهبي: "سنده جيد فيه إرسال"، وأورده الهيثمي في "المجمع" (١/ ١٥) وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير، ومداره على سعيد بن الصلت، قال ابن أبي حاتم: قد رُوي عن سهيل ابن بيضاء مرسلًا، وعن ابن عباس موصولًا".

قوله: "من قال لا إله إلا اللَّه دخل الجنة" أي مؤمنا بنبوة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- ولو لم يستطع أن يتكلم في آخر اللحظة بخلاف الكافر فلو قال لا إله إلا اللَّه فليس هو من أهل الجنة لأنه كان منكرا لنبوة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- في حياته، ويدل عليه قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لو كان موسى حيا لما وسعه حتى يتبعني" أي لا يقبل منه مجرد قول لا إله إلا اللَّه، بل لا بد منه الإيمان بنبوة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-.

[١١ - باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب]

• عن حذيفة بن اليمان قال: حدّثنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حديثين، رأيتُ أحدهما وأنا أنتظر الآخر؛ حدثنا: "أنّ الأمانة نزلتْ في جذر قلوب الرّجال، ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السّنة".

وحدّثنا عن رفعها قال: "ينام الرّجلُ النّومةَ فتقبض الأمانة من قلبه فيظلُّ أثرها مثل أثر الوَكتِ، ثم ينام النّومة فتقبض فيبقى أثرُها مثلَ المَجْل كجمر دحرجته على رجلك فنَفِط فتراه مُنْتبرًا، وليس فيه شيء فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحدهم

<<  <  ج: ص:  >  >>