• عن عقبة بن عامر قال: لقيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال لي: "يا عقبة بن عامر، صل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك".
حسن: رواه أحمد (١٧٤٥٢) عن حسين بن محمد، حدّثنا ابن عياش، عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي، عن فروة بن مجاهد اللخمي، عن عقبة بن عامر فذكره في سياق طويل. وإسناده حسن من أجل ابن عياش وهو إسماعيل بن عياش فإنه حسن الحديث، إذا روى عن الشاميين. وهذا منها.
١٠ - باب قوله: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٠٠)}
والنزغ: الكلام الذي يقصد به الاغراء بين الناس.
ونزغ الشيطان: وساوسه، وما يحمل به الإنسان على المعاصي.
وفي التنزيل العزيز: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (٥٣)} [الإسراء: ٥٣].
قال ابن جرير: "وإما يغضبنّك من الشيطان غَضَبٌ يصدّك عن الإعراض عن الجاهلين، ويحملك على مجازاتهم.
١١ - باب قوله: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٢٠٤)}
هذا حكم عام في كل من سمع كتاب اللَّه يقرأ أن يستمع ويُنصت له.
وقوله: {فَاسْتَمِعُوا لَهُ} أي احضروا قلوبكم لسماع القرآن، وتدبر معانيه.
وقوله: {وَأَنْصِتُوا} أي اتركوا حديث الناس، ووجهوا عنايتكم في سماع القرآن. وقد كان كفار مكة يقولون كما حكى اللَّه سبحانه وتعالى عنهم: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} [سورة فصلت: ٢٦].
وقوله: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} أي إنّ الاستماع والإنصات يحصل بهما الرحمة. وأما الإنصات في الصلاة الجهرية عند قراءة الإمام سورة الفاتحة فهو مختلف فيه كما مضى في كتاب الصلاة.
وأما ما روي عن أبي هريرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من استمع إلى آية من كتاب اللَّه عزّ وجلّ، كتِب له حسنة مضاعفة، من تلاها كانت له نورًا يوم القيامة" فهو ضعيف.
رواه أحمد (٨٤٩٤) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، حدّثنا عبّاد بن ميسرة، عن الحسن، عن أبي هريرة فذكره.
فيه عباد بن ميسرة، قال فيه ابن معين: "ليس بالقوي". وقال أبو داود: "ليس بالقوي". ومع ذلك ذكره ابن حبان في "الثقات".
وفيه الحسن وهو الإمام المعروف إلّا أنه كان يدل، ولم يثبت سماعه من أبي هريرة.