الشّقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشّقاوة" فقال: "اعملوا فكل مُيَسَّر، أما أهل السعادة فيُيَسَّرون لعمل أهل السّعادة، وأمّا أهلُ الشّقاوة فيُيَسَّرون لعمل أهل الشّقاوة". ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٩٤٨)، ومسلم في القدر (٢٦٤٧) كلاهما عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِي، عن عليّ، قال: فذكره، واللّفظ لمسلم.
وفي هذا المعنى أحاديث أخرى وهي مذكورة في كتاب الإيمان.
٣ - باب قوله: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (١٤)}
قوله:{تَلَظَّى} أي: تتوقَّد وتتوهَّج.
• عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنذرتكم النارَ! أنذرتكم النارَ! " حتَّى لو كان رجلٌ في أقصى السوق سمِعه، وسمع أهل السوق صوتَه وهو على المنبر.
وفي رواية: حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجله.
حسنٌ: رواه أحمد (١٨٣٦٠، ١٨٣٩٨، ١٨٣٩٩)، وصحَّحه ابن حبَّان (٦٤٤، ٦٦٧) والحاكم (١/ ٢٨٧)، كلهم من طريق شعبة، عن سماك، قال: سمعت النعمان بن بشيرٍ، فذكره.
وإسناده حسنٌ؛ من أجل سماك بن حرب؛ فإنَّه حسن الحديث في غير روايته عن عكرمة، وهذا منه.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلمٍ، ولم يُخرجاه".
• عن النعمان بن بشير سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه".
متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (٦٥٦١) ومسلم في الإيمان (٢١٣) كلاهما عن محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق، قال: سمعت النعمان بن بشير، فذكره، واللفظ للبخاري.