للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف الفريابيّ، ثنا سفيان، عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: "رؤيا الأنبياء وحيٌ".

قال الهيثميّ في "المجمع" (٧/ ١٧٦): "شيخ الطبرانيّ وهو عبد اللَّه بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ضعيف، وبقية رجاله رجال الصّحيح" إلّا أنه توبع فقد رواه الحاكم (٢/ ٤٣١) من وجه آخر عن سفيان بإسناده وقال: "صحيح على شرط الشيخين".

وقوله تعالى: {أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} هو كما كلّم اللَّه موسى عليه السّلام من وراء حجاب.

والحجاب المذكور في هذا الموضع وغيره يرجع إلى الخلق دون الخالق.

• عن جابر، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال له: "ما كلّم اللَّه أحدًا إلّا من وراء حجاب، وإنّه كلّم أباك كفاحًا".

حسن: رواه الترمذيّ (٣٠١٠)، وابن ماجه (١٩٠) كلاهما من طريق موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاريّ الحزاميّ، قال: سمعت طلحة بن خراش، قال: سمعت جابر بن عبد اللَّه يقول: لما قتل عبد اللَّه بن عمرو بن حرام -أي والد جابر- يوم أحد، فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في حديث طويل سيأتي في موضعه.

وإسناده حسن من أجل الكلام في طلحة بن خراش غير أنّه حسن الحديث.

وقوله: "كفاحًا" أي مواجهة، ليس بينهما حجاب إلّا أنّ هذا الكلام كان في عالم البرزخ، والآية إنّما هي في الدّار الدّنيا كما قال الحافظ ابن كثير في" تفسيره".

وقوله: {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} أي إرسال الرّوح الأمين بالرّسالة إلى من يشاء من عباده كما قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [سورة الشّعراء: ١٩٢ - ١٩٤]. والرّوح الأمين هو جبريل عليه السّلام.

٤٢ - باب ما جاء أنّ القرآن كلام اللَّه

القرآن كلام اللَّه، وكلام اللَّه صفة من صفات ذاته، وليس شيءٌ من صفات ذاته مخلوقًا، ولا محدثًا، ولا حادثًا.

والأدلّة على ذلك من كلام اللَّه: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [سورة النحل: ٤٠] فلو كان القرآن مخلوقًا لكان مخلوقًا بكن، ويستحيل أنّ يكون قول اللَّه لشيء بقول، لأنه يوجب قولًا ثانيًا وثالثا فيتسلسل وهو فاسد.

وقال تعالى: {الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢) خَلَقَ الْإِنْسَانَ} [سورة الرحمن: ١ - ٣] فخصّ القرآن بالتعليم لأنه كلامه وصفته، وخصّ الإنسان بالتخليق لأنه خلقه ومصنوعه ولولا ذلك لقال: خلق القرآن والإنسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>