- صلى الله عليه وسلم - فلم يَقُم ليلةً، أو ليلتين، فأتتْه امرأةٌ فقالت: يا محمد! ما أرى شيطانك إِلَّا قد تركك. فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ: {وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [سورة الضحى: ١ - ٣].
ورواه أيضًا مسلم في كتاب الجهاد (١٧٩٧/ ١١٥) من حديث سفيان به مثله.
[٣٣ - باب قضاء صلاة الليل بالنهار إذا فاتت لمرض أو شغل أو نوم]
• عن عائشة قالت: كان نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى صلاةً أحب أن يدوامَ عليها، وكان إذا غلبه نوم، أو وجع عن قيام الليل صلَّى من النهار ثنتي عشرةَ ركعةً. ولا أعلم نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ القرآن كلَّه في ليلة. ولا صلَّى ليلة إلى الصبح، ولا صام شهرًا كاملًا غير رمضان.
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (٧٤٦) عن محمد بن المثنى العنزيّ، حَدَّثَنَا محمد بن أبي عديّ، عن سعيد، عن قتادة، عن زرارة، أن سعد بن هشام بن عامر أراد أن يغزو في سبيل الله، فقدم المدينة وسألَ أم المؤمنين عن أشياء منها عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الليل فذكرت مثله في حديث طويل كما مضى في باب جامع صلاة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - في الليل.
٣٤ - باب ما جاء في إحياء معظم اللَّيلة أو كلّها أحيانًا
• عن خَبَّاب بن الأرَتِّ قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فأطالها فقالوا: يا رسول الله! صليتَ صلاة لم تكن تُصليها. قال:"أجل، إنها صلاة رغبةٍ ورهبةً، إنِّي سألت الله فيها ثلاثًا، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدةً، سألتُه أن لا يُهلك أمتي بسنةٍ فأعطانيها، وسألتُه أن لا يُسلِّط عليهم عدوًّا من غيرهم، فأعطانيها، وسألتُه أن لا يُذيق بعضَهم بأسَ بعضٍ فمنعنيها".
صحيح: رواه الترمذيّ (٢١٧٥)، والنسائي (١٦٣٨) كلاهما من حديث الزّهريّ، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن خبَّاب بن الأَرَتِّ، عن أبيه فذكر الحديث واللّفظ للترمذي.
ولفظ النسائيّ: أنه راقب رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة كلّها حتَّى كان مع الفجر، فلمّا سلَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صلاته جاءه خَبَّاب. فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي! لقد صليت الليلة صلاةً ما رأيتك صليت نحوها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أجل" فذكر الحديث وفيه: "سألت ربي عَزَّ وَجَلَّ أن لا يُهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا، فأعطانيها. وسألت ربي عَزَّ وَجَلَّ أن لا يُظهر علينا عدوًّا من غيرنا، فأعطانيها. وسألت ربي أن لا يلبسنا شيعًا فمنعنيها".
ورواه أيضًا الإمام أحمد (٢١٠٥٣)، والطَّبرانيّ (٣٦٢١) من طريق الزّهريّ، ولفظ أحمد مثل لفظ النسائيّ.