للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤١٢)، فقال: حدّثني يحيى بن يمان، عن سفيان، عن منصور، عن خالد بن سعد، عن أبي مسعود أنه عليه السلام استسقي وهو يطوف بالبيت، فأتى بذنوب نبيذ السقاية فشربه". انتهي.

قلت: فيه خالد بن سعد هو الكوفيّ مولى أبي مسعود الأنصاريّ مختلف فيه، وذكر هذا الحديث البخاريّ في "التاريخ الأوسط" بهذا الإسناد وقال: "لا يصح". وذكره ابن عدي في "الكامل" (٣/ ٩٠٠) من جملة منكراته.

وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (٣/ ٩٤): "ورواه يحيي بن سعيد، عن سفيان موقوفًا. وهو الصّحيح".

وروى عبد الرزاق (٩٧٩٦)، وابن أبي شيبة من طريق ابن أبي ليلى، عن عكرمة بن خالد، قال: أخبرني شيخ من آل وداعة: "أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - شرب وهو يطوف بالبيت".

وفيه علّتان: الأولى: ابن أبي ليلي سيء الحفظ.

والثانية: شيخ من آل وداعة مجهول، ولم يصرح بالسماع من النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. نقل البيهقيّ عن الشّافعيّ أنه قال: "وروي من وجه لا يثبت أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - شرب وهو يطوف".

قال ابن التركماني: "لعلّ هذا الحديث (أي حديث شيخ من آل وداعة) هو الذي أراده الشافعيّ فإنّ فيه علتين". فذكرهما ونفى أن يكون الشافعي أراد به حديث ابن عباس الذي صدرنا به الباب.

وكان ابن عباس، وعطاء، وطاوس، ومجاهد، والثوري لا يرون بأسًا أن يشرب الرجل وهو يطوف بالبيت، كما ذكر ذلك عنهم ابن أبي شيبة، وعبد الرزاق في مصنفهما.

١٢٥ - باب ما جاء في سقاية النّبيذ وغيره للحجاج والمعتمرين

• عن بكر بن عبد الله المزني قال: كنت جالسا مع ابن عباس عند الكعبة، فأتاه أعرابيٌّ، فقال: ما لي أرى بني عمِّكم يسقون العسل واللَّبن، وأنتم تسقون النّبيذ؟ أمن حاجة بكم أم من بخل؟ فقال ابن عباس: الحمد لله ما بنا من حاجة ولا بخل، قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - على راحلته وخلفه أسامة فاستقى، فأتيناه بإناء من نبيذ، فشرب وسقى فضله أسامة، وقال: "أحستم وأجملتم، كذا فاصنعوا". فلا نريد تغيير ما أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

صحيح: رواه مسلم في الحج (١٣١٦) عن محمد بن المنهال الضّرير، حدّثنا يزيد بن زريع، حدثنا حميد الطّويل، عن بكر بن عبد الله المزنيّ، فذكره.

ورواه الإمام أحمد (٣٥٢٨) من وجه آخر عن حماد، عن حميد، وفيه: "ما شأن آل معاوية يسقون الماء والعسل، وآل فلان يسقون اللّبن".

<<  <  ج: ص:  >  >>