• عن عبد الله بن عباس قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"أتاني جبريل فقال: يا محمد، إن الله عز وجل قد لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومستقيها".
حسن: رواه أحمد (٢٨٩٧)، والبيهقي في الشعب (٥١٩٦)، وصححه ابن حبان (٥٣٥٦)، والحاكم (٤/ ١٤٥) كلهم من طريق مالك بن خير الزبادي، أن مالك بن سعد التُّجيبي حدّثه، أنه سمع ابن عباس .. فذكره.
قال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد".
وإسناده حسن من أجل مالك بن خير الزبادي المصري روى عنه جمعٌ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي في الميزان:"محله الصدق، وكذلك من أجل شيخه مالك بن سعد التجيبي قال أبو زرعة: "لا بأس به"، وذكره ابن حبان في الثقات.
٢١ - باب ما رُويَ في شرب الطلاء
روي عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أول ما يُكفأ الإسلام كما يُكفأ الإناء في شراب يقال له: الطلاء". إلا أنه معلول.
رواه أبو يعلى (٤٧٣١) عن عبد الأعلى، ثنا وكيع، عن جعفر بن برقان، عن فرات بن سلمان، عن القاسم بن محمد، عن عائشة .. فذكرته.
وعبد الأعلى هو: ابن حماد النرسي وهو ثقة من شيوخ الشيخين إلا أنه خولف في هذا الإسناد، فقد خالفه جماعة منهم: إسحاق بن راهويه (٩٢٣) وابن أبي شيبة (٧/ ٤٧١)، وأحمد بن منيع (١٨٢٦ - المطالب العالية)، فهولاء كلهم ذكروا الواسطة بين فرات بن سلمان والقاسم بن محمد، وقالوا:"عن رجل من جلساء القاسم بن محمد، عن القاسم". وهذه الواسطة مجهولة كما ترى.
وتوبع وكيع بن الجراح على هذا الوجه - يعني بزيادة ذكر الواسطة المجهولة - عند ابن عدي كما في الكامل. وكذلك في المتن مخالفة فقد رواه الدارمي (٢٤٤٥) بسند حسن - وقد تقدم عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إن أول ما يُكفأ في الإسلام كما يُكفأ الإناء: الخمر" الحديث.
ولم يذكر الطلاء، والطلاء هو: أن يطبخ عصير العنب حتى يذهب أكثر مائه ولم يكن معروفا في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولعله من أجل ذلك حكم الذهبي في الميزان (٣/ ٣٤٢) على حديث فرات بن سلمان بالنكارة.