للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعالى ونهيه، ولم يطمعوا ما لم يأمرهم اللَّه تعالى أو نهى عنه لكان خيرا لهم في الدنيا والآخرة؛ فإن من تكلف بعمل لم يأمره اللَّه تعالى أو اجتنب من شيء لم ينه اللَّه تعالى عنه، فقد وقع في حرج شديد، ولا يستطع القيام به.

٣٧ - باب قوله: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩)}

• عن عائشة قالت: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "ما من نبي يَمْرضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخرة"، وكان في شكواه الذي قُبِضَ فيه أخذته بحَّةٌ شديدة، فسمعته يقول: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} فعلمت أنه خُيِّرَ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٨٦) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٤٤: ٨٦) كلاهما من طريق سعد بن إبراهيم، عن عروة، عن عائشة، قالت: فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

• عن عائشة قالت: جاء رجل إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: يا رسول اللَّه، واللَّه إنك لأحب إليَّ من نفسي، وإنك لأحب إلي من أهلي، وأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك، فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفِعْتَ مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك. فلم يَرُدَّ عليه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى نزل جبريل بهذه الآية {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} الآية.

حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٤٨٠)، وأبو نعيم في الحلية (٤/ ٢٣٩ - ٢٤٠)، وعنه الواحدي في أسباب النزول (ص: ١٥٩) وابن مردويه في تفسيره (ابن كثير) كلهم من حديث عبد اللَّه ابن عمران العابدي، قال: حدّثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن الأسود، عن عائشة، فذكرته.

وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن عمران بن رزين -بفتح الراء وكسر الزاي- العابدي المكي صدوق معمر كما في "التقريب".

قال الهيثمي في المجمع (٧/ ٧): "رجاله رجال الصحيح غير عبد اللَّه بن عمران وهو ثقة". ونقل ابن كثير عن الحافظ أبي عبد اللَّه المقدسي أنه قال: "لا أرى بإسناده بأسا".

• عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال: "سَلْ"، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: "أو غير ذلك؟ " قلت: هو ذاك، قال: "فَأَعِنّي على نفسك بكثرة السجود".

<<  <  ج: ص:  >  >>