٣ - باب قوله: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (٢٨)}
أي: أن الله تعالى أعطى ما كان بيد فرعون وقومه من الجنات والعيون وغيرها من النعم قوما آخرين من أهل مصر، وليسوا هم بني إسرائيل، لأنهم بعد خروجهم من مصر لم يرجعوا إليها قط.
٤ - باب قوله: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (٥٦)}
قوله: {إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} أي سوى الموتة التي ذاقوها في الدنيا، وأما في الآخرة فلا يذوقون الموت أبدا، كما جاء في الصحيح.
• عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وصار أهل النار إلى النار، أُتِيَ بالموت حتى يُجْعَل بين الجنة والنار، ثم يُذْبَح، ثم ينادي منادٍ: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم".
متفق عليه: رواه البخاري في الرقاق (٦٥٤٨) ومسلم في الجنة وصفة نعيمها (٢٨٥٠: ٤٣) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، حدثني عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أن أباه، حدَّثه عن عبد الله بن عمر، فذكره.
• عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا"، فذلك قوله عز وجل: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: ٤٣].
صحيح: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (٢٨٣٧) من طرق عن عبد الرزاق، قال: قال الثوري: فحدثني أبو إسحاق، أن الأغرَّ، حدَّثه عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، فذكراه.
• عن جابر قال: قيل: يا رسول الله! هل ينام أهل الجنة؟ قال: "لا، النوم أخو الموت".
حسن: رواه البزار - كشف الأستار - (٣٥١٧) عن الفضل بن يعقوب، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، فذكره.
ومحمد بن يوسف الفريابي أخطأ في شيء من حديث سفيان، كما قال الحافظ ابن حجر، إلا أنه لم ينفرد به بل توبع عليه.
فقد رواه الطبراني - مجمع البحرين - (٤٨٧٦) عن مقدام بن داود، ثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة، ثنا سفيان به.