وقال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[سورة الذاريات: ٥٦].
وغيرها من الآيات وهي كثيرة في كتاب اللَّه؛ لأنّ دعوة الأنبياء عليهم السّلام كانت لتوحيد الإلهية.
قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية رحمه اللَّه تعالى:"إنّ عامة المتكلمين الذين يقررون التوحيد في كتب الكلام والنظر غايتهم أن يجعلوا التوحيد ثلاثة أنواع: فيقولون: هو واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له، وأشهر الأنواع الثلاثة عندهم هو الثالث وهو توحيد الأفعال، وهو أن خالق العالم واحد، وهم يحتجون على ذلك بما يذكرونه من دلالة التمانع وغيرها، ويظنّون أن هذا هو التوحيد المطلوب، وأنّ هذا هو معنى قولنا: لا إله إلا اللَّه حتى يجعلوا معنى الإلهية القدرة على الاختراع، ومعلوم أنّ المشركين من العرب الذين بُعث إليهم محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- أَولًا لم يكونوا يخالفونه في هذا، بل كانوا يقرّون بأنّ اللَّه خالقُ كلِّ شيء، حتّى إنّهم كانوا يقرّون بالقدر أيضًا وهم مع هذا مشركون". انظر: مجموع الفتاوى" (٣/ ٩٨).
أحاديث هذا الباب كثيرة ستُذكر في مواضعها، وهنا أكتفي بذكر بعضها.
• عن ابن عباس أنّ معاذًا قال: بعثني رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى اليمن، فقال: "إنّك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فادُعهم إلى شهادة أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّي رسولُ اللَّه، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أنّ اللَّه افترض عليهم خمس صلوات في كلّ يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أنّ اللَّه افترض عليهم ضدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردُّ في فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإيّاك وكرائمَ أموالهم، واتقِ دعوةَ المظلوم فإنه ليس بينها وبين اللَّه حجاب".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٩٦)، ومسلم في الإيمان (١٩) كلاهما من طريق