هذه بعض صفاته - صلى الله عليه وسلم - التي ذُكرتْ في القرآن، ومن الصعب استيعاب جميع صفاته المذكورة في الكتاب والسنة.
[٢٣ - باب ذكر الهجرة الأولى لأصحابه - صلى الله عليه وسلم - إلى أرض الحبشة سنة خمس من المبعث]
قال ابن إسحاق: فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يصيب أصحابه من البلاء، وما هو فيه من العافية بمكانه من الله ومن عمه أبي طالب، وأنه لا يقدر على أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء قال لهم:"لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها مَلِكًا لا يُظلم عنده أحد. وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجًا مما أنتم فيه".
فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أرض الحبشة مخافة الفتنة وفرارًا إلى الله بدينهم. فكانت أول هجرة في الإسلام.
سيرة ابن هشام (١/ ٣٢١).
وأخرجه البيهقي في سننه (٩/ ٩) عن ابن إسحاق، حدثني الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أم سلمة أنها قالت: لما ضاقت علينا مكة، وأوذي أصحاب رسول الله وفتنوا ورأوا ما يُصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم. وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان رسول الله في منعة من قومه، وعمه لا يصل إليه شيء مما يكره ما ينال أصحابه. فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم أحد عنده فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجًا ومخرجًا مما أنتم فيه"، فخرجنا إليها أرسالا حتى اجتمعنا ونزلنا بخير دار إلى خير جار أمنا على ديننا، ولم نخش منه ظلمًا .. وذكر الحديث بطوله.
وهذا السياق الذي أخرجه البيهقي بهذا الإسناد لم أقف عليه في المصادر الأخرى. والبيهقي نفسه أخرجه بهذا الإسناد في الدلائل كما يليه، وابن إسحاق ذكر في السيرة بهذا الإسناد قصة هذه الهجرة كاملًا، والإمام أحمد في مسنده وليس في سياقهم الطويل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن بأرض الحبشة مَلكًا لا يظلم أحد عنده .. " فالغالب أنه وقع وهم للبيهقي فأدخل حديثًا في حديث، والله تعالى أعلم.
وسرد أسماءهم ابن إسحاق وهم:
١ - عثمان بن عفان وزوجه رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
٢ - أبو حذيفة بن عتبة وامرأته سهلة بنت سُهيل بن عمرو ولدت له بأرض الحبشة محمد بن أبي حذيفة.