وأصبحْ يوم التاسع صائمًا. قلت: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومه؟ قال: نعم.
صحيح: رواه مسلم في الصيام (١١٣٣) من طريق حاجب بن عمر، ومعاوية بن عمرو - فرقهما عن -الحكم، عن الأعرج، به، فذكره.
قوله: "وأصبح يوم التاسع صائمًا" أي مع العاشر الذي هو يوم عاشوراء؛ لأنّ السائل يعرف أن عاشوراء هو اليوم العاشر، ولكن كان سؤاله: كيف نصوم؟ فقال له ذلك، لأنه هو الراوي عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صُمنا اليوم التاسع" فإليه أشار في جواب السائل.
وقول السائل: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومه؟ فقال: نعم" فقوله: "نعم" إشارة إلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عزم على ذلك وإن لم يفعله فجعل عزمه عملا. وإلا فإنه لم يثبت من النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صام يوم التاسع قط. ولا بد من هذا التأويل حتى لا يخالف بعضه بعضا وهي كلها صحيحة. وما قيل غير ذلك فهو بعيد عن اللغة والشرع.
• عن عائشة، أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بصيام عاشوراء يوم العاشر.
صحيح: رواه البزار -كشف الأستار (١٠٥١) - عن محمد بن علي، ثنا أبو عاصم، ثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
وقال البزار: "لا نعلم روي هذا اللفظ إلا ابن أبي ذئب".
وقال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ١٨٩): رجاله رجال الصحيح.
[٣٩ - باب بيان السبب في صيام يوم عاشوراء]
• عن عبد الله بن عباس، أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة، فوجد اليهود صيامًا، يوم عاشوراء. فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ " فقالوا: هذا يوم عظيم. أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرَّق فرعون وقومه، فصامه موسي شكرًا، فنحن نصومه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم" فصامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بصيامه.
متفق عليه: رواه البخاري في الصوم (٢٠٠٤)، ومسلم في الصيام (١١٣٠: ١٢٨) من طريق أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره. واللفظ لمسلم.
• عن أبي موسى، قال: كان يومُ عاشوراء تعدُّه اليهودُ عيدًا، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "فصوموه أنتم".
وفي رواية: دخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وإذا أناسٌ من اليهود يعظِّمون عاشوراء ويصومونه، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "نحن أحقُّ بصومه" فأمر بصومه.