رافع فذكره.
وهذا من المزيد في متصل الأسانيد.
قوله: "لا أخيس بالعهد" معناه لا أنقض العهد ولا أفسده من قولك: خاس الشيء في الوعاء: إذا فسد.
وفيه من الفقه: أن العقد يرعى مع الكافر كما يرعى مع المسلم، وأن الكافر إدا عقد لك عقد أمان فقد وجب عليك أن تؤمنه، وأن لا تغتاله في دم ولا مال ولا منفعة. وهذا يدل على سماحة الإسلام حتَّى مع الكفار المحاربين.
وقوله: "لا أحبس البرد" فقد يشبه أن يكون المعنى في ذلك: أن الرسالة تقتضي جوابا والجواب لا يصل إلى المرسل إلّا على لسان الرسول بعد انصرافه فصار كأنه عقد له العهد مدة مجيئه ورجوعه والله أعلم.
وقوله: "وكان أبو رافع قبطيا" أبو رافع هذا مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اختلف في اسمه وأشهر ما قيل فيه: أسلم، وقيل: إبراهيم، وقيل: غير ذلك، وكان مولى للعباس بن عبد المطلب فوهبه للنبي - صلى الله عليه وسلم -.
[٣ - باب تحريم الغدر]
• عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة يُرفع لكل غادر لواءٌ، فقيل: هذه غُدرة فلان".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأدب (٦١٧٧)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٣٥: ٩) من طريق يحيى القطان - وزاد مسلم وعبد الله بن نمير - عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر فذكره. واللّفظ لمسلم.
• عن أنس بن مالك، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لكل غادر لواء يوم القيامة يُعرف به".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجزية والموادعة (٣١٨٧)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٣٧: ١٤) من طريق شعبة، عن ثابت، عن أنس فذكره.
• عن ابن مسعود، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غُدرة فلان".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجزية والموادعة (٣١٨٦)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٣٦: ١٢) كلاهما من طريق شعبة، عن سليمان الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود فذكره.
• عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكل غادر لواء يوم القيامة، يُرفع له بقدر غَدْره، ألا ولا غادرَ أعظم من أمير عامة".
صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٣٨: ١٦) عن زهير بن حرب، حَدَّثَنَا عبد الصمد