والمراد به الغناء والمزامير، وقال: وكذا جاء مبينًا في رواية البيهقي" انتهي.
قلت: هو ما رواه البيهقي (٤/ ٦٩) من وجه آخر عن ابن أبي ليلى بإسناده وفيه: "إني لم أنْهَ عن البكاء، إنما نهيتُ عن النوح صوتين أحمقين فاجرين، صوت عند نغمة لهوٍ ولعبٍ ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه، وشق جيوب ورنة، وهذا هو رحمة، ومن لا يرحم لا يُرحم، يا إبراهيم لولا أنه أمر حق، ووعد صدق، وإن آخرنا سيلحق بأولنا، لحزنا عليك حزنًا هو أشد من هذا، وإنا بك لمحزونون، تبكي العين، ويحزن القلب، ولا تقول ما يُسخط الرب".
ورواه البزار "كشف الأستار" (٨٠٥) من طريق النضر بن إسماعيل، ثنا ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن عوف فذكر نحوه.
قال البزار: لا نعلمه عن عبد الرحمن إلا بهذا الإسناد، وروى عنه بعضه بإسناد آخر.
قال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية" (١/ ٢٢٥) بعد أن ذكر الأسانيد الأخرى: "وابن أبي ليلى سيء الحفظ، والاضطراب فيه منه".
وقال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٧): "رواه أبو يعلى والبزار، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وفيه كلام".
"فائدة في وقت وفاة إبراهيم".
جزم الوافدي بأنه مات يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر. وقال ابن حزم: مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشهر.
وكان عمره بين ستة عشر شهرًا وبين ثمانية عشر شهرًا.
١٢ - باب ما جاء في صنع الطعام لأهل الميّت
• عن عبد الله بن جعفر قال: لما جاء نعي جعفر قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اصنعوا لآل جعفر طعامًا، فقد أتاهم ما يشغلُهم، أو أمر يشغلُهم".
حسن: رواه أبو داود (٣١٣٢)، والترمذي (٩٩٨)، وابن ماجه (١٦١٠) كلهم من طريق سفيان ابن عيينة، حدثني جعفر بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر فذكره، واللفظ لابن ماجه ولفظهما نحوه.
قال الترمذي: "حسن صحيح، وجعفر بن خالد هو ابن سارة، وهو ثقة، روى عنه ابن جُريج".
ورواه الإمام أحمد (١٧٥١) وصحَّحه الحاكم (١/ ٣٧٢) كلاهما من طريق ابن عيينة به.
قلت: والد جعفر هو خالد بن سارَّة المخزومي المكي حسَّن حديثه الترمذي وصحَّحه، وصحَّحه الحاكم، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقال فيه الحافظ: "صدوق" وأما ابنه جعفر فهو ثقة كما قال الترمذي.