متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤٣٥) عن صدقة بن الفضل، حدثنا الوليد، عن الأوزاعي، قال: حدثني عمير بن هانئ، قال: حدثني جنادة بن أبي أمية، عن عبادة، فذكره.
ورواه مسلم في الإيمان (٢٨) من وجه آخر عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، قال: حدثني عمير بن هانئ، بإسناده، وفيه: "أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء".
٥ - باب قوله: {مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٣٥)}
قوله: {مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ} أي: أن الله عز وجل مُنَزَّهٌ من اتخاذ الولد، وغني عن ذلك.
• عن أبي موسى الأشعري قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله، يدعون له الولد، ثم يعافيهم، ويرزقهم".
متفق عليه: رواه البخاري في التوحيد (٧٣٧٨)، ومسلم في صفة القيامة (٢٨٠٤) كلاهما من طريق الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى الأشعري قال: فذكره. واللفظ للبخاري.
٦ - باب قوله: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٣٧)}
قوله: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ} أي بعد أن كان النصارى متفقين على عبودية المسيح ورسالته، اختلفوا بعد رفعه، وبالضبط بعد دخول بولس في النصرانية وذلك في حدود (٤٠) الميلادي، وادعوا ألوهية المسيح، وأنه صلب لخطايا بني بشر، وردّ عليهم رئيس الحواريين بطرس، فتفرقت النصرانية إلى ثلاث فرق رئيسية وهي: الملكانية يُمثّلها اليوم فرقة كاتوليك، واليعقوبية يُمثّلُها اليوم أرثودكس، والنسطورية يمثّلها اليوم البروتستان، ثم تفرعت عن هذه الفرق فرق كثيرة لا تُحصى ولا تُعد كما ذكرته في كتابي "اليهودية والنصرانية"، وهؤلاء كلهم متفقون على الكفر بالله، ولذا قال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٣٧)} واليوم العظيم هو يوم القيامة.
٧ - باب قوله: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٣٩)}
قوله: {يَوْمَ الْحَسْرَةِ} أي حسرة أهل النار يوم يدخلون النار، كما جاء في الصحيح:
• عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يجاء بالموت يوم القيامة، كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة! هل تعرفون هذا؟ قال: فيشرئبون، وينظرون، ويقولون: نعم، هذا الموت. قال: ويقال: يا أهل النار! هل تعرفون هذا؟ قال: فيشرئبون، وينظرون، ويقولون: نعم، هذا الموت. قال: فيؤمر