قال الهيثميّ في "المجمع" (١٠/ ٣٦١): "رواه البزّار ورجاله رجال الصّحيح".
قلت: وهو كما قال إلّا أنّ سعد بن سعيد وهو أخو يحيى بن سعيد الأنصاريّ لا يرتقي إلى درجة الثقة من أجل الكلام في حفظه غير أنه حسن الحديث.
وفي الباب أيضًا عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل -يعني ابن أبي طالب- قال: قدم معاوية المدينة، فتلقاه أبو قتادة، فقال: أما إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد قال: "إنّكم ستلقون بعدي أَثرةً". قال: فبمَ أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر. قال: "فاصبروا إذًا".
رواه الإمام أحمد (٢٢٥٩١) عن عبد الرزّاق -وهو في المصنف (١٩٩٠٩) -، عن معمر، قال: أخبرني عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، فذكره.
وفيه انقطاع؛ فإنّ عبد اللَّه بن محمد بن عقيل لم يدرك القصّة، وأما هو فجائز الحديث مع كلام أهل العلم في حفظه، لأنّه تغيّر فصار يتلقّن.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن ابن أبي ليلى، قال: سمعتُ البراء يحدِّث قومًا فيهم كعب بن عجرة، قال: سمعتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول للأنصار: "إنّكم ستلقون بعدي أثرة". قالوا: فما تأمرنا؟ قال: "اصبروا حتّى تلقوني على الحوض".
رواه الإمام أحمد (١٨٥٨٢) عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يزيد بن أبي زياد، قال: سمعتُ ابن أبي ليلى، قال (فذكر الحديث).
ويزيد بن أبي زياد القرشي الهاشميّ أبو عبد اللَّه مولاهم الكوفيّ، ضعيف. غير أنّ أبا زرعة قال: ليّن يُكتب حديثه ولا يحتجّ به، وقال الآجري عن أبي داود: لا أعلم أحدًا ترك حديثه وغيره أحبُّ إليَّ منه. وقال ابنُ عدي: هو من شيعة الكوفة، ومع ضعفه يكتبُ حديثه.
قلت: فمثله لو ذكر في الشواهد لما يكون مستكرًا غير أني أستغني عنه لوجود الأحاديث الصحيحة في الباب.
٢٦ - باب أنّ منبر النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- على الحوض
• عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي".
متفق عليه: رواه مالك في القبلة (١٠) عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد الخدريّ، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال. . . فذكره.
ورواه البخاريّ في الاعتصام (٧٣٣٥) من طريق مالك -بدون شك- من حديث أبي هريرة.
وكذلك رواه مسلم في الحج (١٣٩١) من طريقين يحيى بن سعيد، وابن نمير كلاهما عن عبيد اللَّه بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، بإسناده مثله.