حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له بصرى، وبصرى من أرض الشام".
حسن: رواه الحاكم (٢/ ٦٠٠) من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان فذكره. وهو في سيرة ابن إسحاق الفقرة (٣٣) من هذا الوجه.
قال الحاكم: خالد بن معدان من خيار التابعين، صحب معاذ بن جبل فمن بعده من الصحابة، فإذا أسند الحديث إلى الصحابة فإنه صحيح الإسناد.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (٢/ ٢٧٥): "هذا إسناد جيد قوي".
٣٨ - باب قوله: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (١٣٣)}
قوله تعالى: {قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا} وإسماعيل عليه السلام كان عما ليعقوب وقد تسمي العرب العم أبًا، لأنه بمنزلة الأب، وصحّ ذلك في الحديث الآتي:
• عن أبي هريرة قال: بعث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عمر على الصدقة، فقيل: منع ابن جميل، وخالد بن الوليد، والعباس عم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكر الحديث، وفيه: ثم قال: "يا عمر، أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٦٨) ومسلم في الزكاة (٩٨٣) كلاهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره، والسياق لمسلم، وليس عند البخاريّ: "يا عمر، أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه؟ ".
قوله: "صنو أبيه" الصنو: المثل وأصله أن تطلع نخلتان من عرق واحد، ومعنى الحديث: أن العم مثل الأب في التعظيم والاحترام.
٣٩ - باب قوله: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (١٣٦)}
• عن أبي هريرة قال: كان أهل الجاهلية يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} ".
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٤٨٥) عن محمد بن بشار، حدّثنا عثمان بن عمر، أخبرنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.