تغبروا علينا، فسلم عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أيها المرء، لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقا، فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منا فاقصص عليه، قال عبد الله بن رواحة: اغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود، حتى هموا أن يتواثبوا، فلم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يخفضهم، ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال:"أي سعد، ألم تسمع إلى ما قال أبو حباب - يريد عبد الله بن أبي - قال كذا وكذا" قال: اعف عنه يا رسول الله! واصفح، فوالله! لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحرة على أن يتوجوه، فيعصبونه بالعصابة، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -.
متفق عليه: رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٥٤)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٩٨) كلاهما من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، أخبرني أسامة بن زيد، فذكره.
[٢١ - باب المصافحة والمعانقة]
• عن قتادة قال: قلت لأنس: أكانت المصافحة في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: نعم.
صحيح: رواه البخاري في الاستئذان (٦٢٦٣) عن عمرو بن عاصم، حدثنا همام، عن قتادة، فذكره.
• عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا منكم"، وهم أول من جاء بالمصافحة.
صحيح: رواه أبو داود (٥٢١٣)، وأحمد (١٣٢١٢)، والبخاري في الأدب المفرد (٩٦٧) كلهم من طرق عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس، فذكره.
وليس عند أبي داود:"هم أرقّ قلوبا منكم". وإسناده صحيح.
قوله:"وهم أول من جاء بالمصافحة" من قول أنس كما جاء صريحا عند أحمد (١٣٦٢٤) عن عفان، حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا حميد، عن أنس قال: إنه لما أقبل أهل اليمن قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد جاءكم أهل اليمن، هم أرق منكم قلوبا". قال أنس: وهم أول من جاء بالمصافحة.
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقدم عليكم غدا أقوام هم أرق قلوبا للإسلام منكم".
قال: فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون: غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه فلما أن قدموا تصافحوا، فكانوا