عاجلًا، فإنه يؤول إلى نقص.
وقوله: {وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} أي يكثر وينميه.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب -ولا يقبل اللَّه إلا الطيب- وإن اللَّه يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤١٠)، ومسلم في الزكاة (٦٤: ١٠١٤) كلاهما من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.
ولفظهما سواء وزاد مسلم: "أو قلوصه".
قوله: "الفلو" بسكون اللام وضمها، المهر الصغير - سمي بذلك لأنه فلى عن أمه، أي فصل وعزل.
وقوله: "القلوص" الناقة الفتية، ولا يطلق على الذكر.
٩٥ - باب قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٧٨) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (٢٧٩)}
قوله: {بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} أي مواجهة اللَّه ورسوله.
وروي عن عبد اللَّه بن عباس قال: يقال يوم القيامة لآكل الربا: خذ سلاحك للحرب.
وقوله: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ} هذا أصل في البيوع الفاسدة فإن الضمان فيه هو أصل المال لا الربح، ولذا وضع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ربا الجاهلية، وأمرهم بأخذ رأس المال كما جاء في حديث جابر عند مسلم وغيره.
٩٦ - باب قوله: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٨٠)}
قوله: {إِلَى مَيْسَرَةٍ} أي اليسر.
فيه الترغيب في الصبر على المعسر الذي لا يجد وفاءً.
• عن حذيفة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تلقّت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم، فقالوا: أعملت من الخير شيئًا؟ قال: لا، قالوا: تذكّر، قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر، قال: قال اللَّه عز وجل: تجوّزوا عنه".
متفق عليه: رواه البخاريّ في البيوع (٢٠٧٧)، ومسلم في المساقاة (١٥٦٠) كلاهما عن أحمد