قوله:{لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} أي: النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي أنزل عليه هذا القرآن نذير للعالمين كلهم، وهذا من خصائص النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما جاء في الصحيح:
• عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعطيتُ خمسا لم يعطهن أحد قبلي: كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر وأسود، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض طيبة طهورا ومسجدا، فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان، ونُصِرتُ بالرعب بين يدي مسيرة شهر، وأعطيتُ الشفاعة".
متفق عليه: رواه البخاري في التيمم (٣٣٥)، ومسلم في المساجد (٥٢١) كلاهما من طريق هشيم، حدثنا سيّار، حدثنا يزيد الفقير، عن جابر بن عبد الله فذكره. والسياق لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.
• عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"فُضّلتُ على الأنبياء بستٍ: أُعطِيت جوامع الكلم، ونُصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون".
صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٢٣: ٥) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
قوله:{وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً} أي: ابتلى الله الرسل بالناس، فأمرهم بدعوة الناس والصبر على ذلك، وكذلك ابتلى الناس بالرسل، فأمرهم بالإيمان بهم ليختبر المطيعين من العاصين، والمؤمنين من المكذبين.
• عن عياض بن حمار المجاشعي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم في خطبته: