وأصل هذا الحديث في صحيح مسلم (١٨١) من طريق يزيد بن هارون، عن حمّاد بن سلمة بإسناده، وفيه: "النّظر إلى ربّهم عزّ وجلّ". ولم يذكر في حديثه الوجه.
وأخرج هنّاد بن السّريّ، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (١/ ٤٠٣)، والدّارميّ في الرّد على الجهمية (ص ١٠٠ - ١٠١) عدّة آثار من الصّحابة والتابعين بأنّ المراد من الزّيادة: هي النّظر إلى وجه اللَّه تبارك وتعالى.
هذا باب طويل، وقد خرجتُ بقية الأحاديث التي تثبت للَّه تعالى وجهًا في مواضعها في كتب مصنّفة.
٢١ - باب إثبات العينين للَّه عزّ وجلّ
• عن أنس، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ما بعث اللَّهُ من نبيٍّ إلّا أنذر قومه الأعورَ الكذّابَ، وإنّه أعور، وإنّ ربّكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٠٨)، ومسلم في الفتن (٢٩٣٣) كلاهما من حديث شعبة، قال: أخبرنا قتادة، قال: سمعت أنسًا، عن النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكره.
• عن عبد اللَّه بن عمر قال: ذكر النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يومًا بين ظهري النّاس المسيح الدّجال، فقال: "إنّ اللَّه ليس بأعور، ألا إنّ المسيح الدّجال أعور العين اليمنى، كأنّ عينه عنبة طافية".
متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٣٩)، ومسلم في كتاب الإيمان (١٦٩: ٢٧٤)، كلاهما من حديث أنس بن عياض أبي ضمرة، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، فذكر مثله.
• عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّه لم يكن نبيٌّ إلا وصف الدجال لأمّته، ولأصِفنّه صفةً لم يصفْها أحدٌ كان قبلي، إنّه أعور وإن اللَّه عزّ وجلّ ليس بأعور".
حسن: رواه الإمام أحمد (١٥٢٦)، والبزار في البحر الزّخار (١١٠٨)، وأبو يعلى (٧٢٥) كلهم من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن داود بن عامر بن سعد بن مالك، عن أبيه، عن جدّه، فذكره.
إلّا أنّ البزّار زاد بين محمد بن إسحاق وداود بن عامر: "يزيد بن أبي حبيب" كما زاد في المتن: "العين اليمني".
وفي الإسناد محمد بن إسحاق وهو مدلّس، وقد عنعن، وبه أعلّه الهيثميّ في "المجمع" (٧/ ٣٣٧).
قلت: الأصل فيه أنه لا يقبل حتى صرّح، ولكن لا بأس من قبول عنعنته هذه لكثرة شواهده.