للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٨ - تفسير سورة القصص وهي مكية، وعدد آياتها ٨٨]

١ - باب قوله: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (٢٣)}

قوله: {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} اختلفوا في اسم هذا الشيخ الكبير، فذهب كثير من المفسرين أنه شعيب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقال الآخرون: هو شيخ صالح آخر، وإلى هذا القول ذهب ابن عباس، وقتادة، وأبو عبيدة، والحسن البصري في أحد قوليه. وأما شعيب فكان قبل زمان موسى بمدة، لأنه قال لقومه: {وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ} وكان هلاك قوم لوط في زمن الخليل عليه السلام، وبين موسى والخليل عليهما السلام مدة طويلة تزيد على أربعمائة سنة، ثم لو كان شعيب عليه السلام لنُصَّ على اسمه في القرآن هاهنا، ثم عاش معه موسى عليه السلام نحو عشر سنوات، ولم يُنقل شيءٌ من علمه من الوحي وعلم النبوة، والله أعلم.

٢ - باب قوله: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (٢٨)}

لم يَرِدْ تعيين إحدى الابنتين هل تزوج الكبرى أم الصغرى، وأما المدة التي قضاها موسى فهي أكثرها كما جاء في الصحيح:

• عن سعيد بن جبير قال: سألني يهودي من أهل الحيرة: أيّ الأجلين قضى موسى؟ قلت: لا أدري حتى أقدم على حبر العرب فأسأله، فقدمت، فسألت ابن عباس فقال: قضى أكثرهما وأطيبهما إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قال فعل.

صحيح: رواه البخاري في الشهادات (٢٦٨٤) عن محمد بن عبد الرحيم، أخبرنا سعيد بن سليمان، حدثنا مروان بن شجاع، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>