• عن عروة بن الزُّبير أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا للزبير يوم اليرموك: ألا تشد فنشدّ معك؟ فقال: إن شددت كذبتم فقالوا: لا نفعل، فحمل عليهم حتَّى شق صفوفهم، فجاوزهم وما معه أحد، ثمّ رجع مقبلًا، فأخذوا بلجامه، فضربوه ضربتين على عاتقه، بينهما ضربة ضُربها يوم بدر.
قال عروة: كنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير.
قال عروة: وكان معه عبد الله بن الزُّبير يومئذ، وهو ابن عشر سنين فحمله على فرس ووكلّ به رجلًا.
صحيح: رواه البخاري في المغازي (٣٩٧٥) عن أحمد بن محمد (هو السِّمْسار) حَدَّثَنَا عبد الله (هو ابن المبارك)، أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
• عن عروة قال: كان في الزُّبير ثلاث ضربات بالسيف، إحداهن في عاتقه قال: إن كنت لأدخل أصابعي فيها، قال: ضُرِب ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك، قال عروة: وقال لي عبد الملك بن مروان حين قتل عبد الله بن الزُّبير: يا عروة! هل تعرف سيف الزُّبير؟ قلت: نعم قال: فما فيه؟ قلت: فيه فلّة فلّها يوم بدر قال: صدقت.
لهنّ فلول من قراع الكتائب
ثمّ رده على عروة، قال هشام: فأقمناه بيننا ثلاثة آلاف، وأخذه بعضنا، ولوددت أني كنت أخذته.
صحيح: رواه البخاري في المغازي (٣٩٧٣) عن إبراهيم بن موسى، حَدَّثَنَا هشام بن يوسف، عن معمر، عن هشام، عن عروة، قال: فذكره.
قوله:"ضُرب ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك" وتقدم في رواية ابن المبارك أنه ضرب يوم اليرموك ضربتين على عاتقه وبينهما ضربة ضربها يوم بدر.
قال الحافظ في الفتح (٧/ ٢٩٩): "فإن كان اختلافًا على هشام فرواية ابن المبارك أثبت لأن في حديث معمر عن هشام مقالًا، وإلا فيحتمل أن يكون فيه في غير عاتقه ضربتان أيضًا فيُجمع بذلك بين الخبرين" اهـ وكان "سيف الزُّبير محلّى بفضّة" رواه البخاري في المغازي (٣٩٧٤) عن فروة (هو ابن مغْراء)، عن علي (هو ابن مسهر)، عن هشام (هو ابن عروة)، عن أبيه، قال: فذكره. وقال هشام: وكان سيف عروة محلّى بفضة.