قالوا مثله، قال البيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٧٥) بعد أن أخرج الحديث من طريق آدم: "وفي هذا الحديث الثابت دلالة على أن الحديث الذي روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسح على الرجلين إن صحَّ، فإنما عُني به، وهو طاهر غير مُحِدث، إلَّا أن بعض الرواة كأنه اختصر الحديث فلم ينقل قوله: هذا وضوء من لم يُحدِث".
[١١ - باب ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الأذنان من الرأس"]
روي ذلك عن أبي أمامة، وعبد الله بن زيد، وابن عباس، وابن عمر، وأبي موسى الأشعري وغيرهم.
أما حديث أبي أمامة فرواه أبو داود (١٣٤) والترمذي (٣٧) وابن ماجه (٤٤٤) والدارقطني (١/ ١٠٤) من طرق عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أُمامة، فذكره مرفوعا.
قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بذاك القائم. انتهي.
وقال أبو داود: قال سليمان بن حرب، يقولها أبو أمامة، قال قتيبة: قال حماد: لا أدري هو من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - أو من أبي أمامة - يعني: قصة الأذنين.
وقال الدارقطني: "قال سليمان بن حرب: "الأذنان من الرأس" إنما هو قول أبي أمامة، فمن قال غير هذا فقد بدل أو كلمة قالها سليمان، أي: أخطأ" اهـ. العلل (٢٦٩٥).
وللحديث طرق أخرى عن أبي أمامة، وهي معلولة أيضا. انظر: سنن الدارقطني.
وأما حديث عبد الله بن زيد فرواه ابن ماجه (٤٤٣) عن سُوَيد بن سعيد، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن شعبة، عن حبيب بن زيد، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأذنان من الرأس".
وفصل ابن حجر القول في بيان علته، وحاصله أن سويد بن سعيد وهم في رفعه، وقد ذكر الترمذي في العلل الكبير أنه سأل البخاري عن هذا الحديث، فضَعَّفَ سويدا، وضَعَّفَه أيضا ابن معين وغيره، ثم بين ابن حجر أن الصواب أن "الأذنان من الرأس" من قول عبد الله بن زيد النكت (١/ ٤١١).
وأما حديث ابن عباس فرواه الدارقطني (١/ ٩٨, ٩٩) من طريق أبي كامل الجحدري، ثنا غندر بن جعفر، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره مرفوعا.
ثم قال الدارقطني: "تفرد به أبو كامل عن غندر، ووهم عليه فيه، وتابعه الربيع بن بدر - وهو متروك - عن ابن جريج، والصواب عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مُرسَلًا". انتهى.
وقد بين ابن حجر في نكته على ابن الصلاح (١/ ٤١٢، ٤١٣) بيانا شافيا، ورد على من مال إلى صحته.
وله عن ابن عباس طرق أخرى كلها معلولة.