جزم البخاري أنها كانت بعد خيبر، لأن أبا موسى الأشعري جاء بعد خيبر، وكذلك شارك أبو هريرة في هذه الغزوة، وهو لم يسلم إلا سنة سبع عام خيبر.
[١ - باب سبب تسمية غزوة ذات الرقاع]
• عَن أَبِي مُوسَى قَال: خَرَجْنَا مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزَاةٍ - وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ، بَيْنَنَا بَعِير نَعْتَقِبُهُ، قال: فَنَقِبَتْ أَقْدَامُنَا، فنَقِبَتْ قَدَمَايَ وَسَقَطَتْ أَظْفَارِي، وَكُنَّا نَلُفُّ عَلَى أَرْجُلِنَا الْخِرَقَ، فَسُمِّيَتْ غَزْوَةَ ذَاتِ الرِّقَاعِ، لِمَا كُنَّا نَعْصِبُ عَلَى أَرْجُلِنَا مِنَ الْخِرَقِ.
قال أبو بردة: فحَدَّثَ أَبُو مُوسَى بِهَذَا الحديث، ثُمَّ كَرِهَ ذَاكَ، قَال: كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَكُونَ شَيءٌ مِنْ عَمَلِهِ أَفْشَاهُ.
قال أبو أسامة: وزادني غير بريد: والله يجزى به.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤١٢٨) ومسلم في الجهاد (١٨١٦) كلاهما عن محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى فذكره.
[٢ - باب قصة الأعرابي في غزوة ذات الرقاع]
• عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قال: إنه غَزَا مَعَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَفَلَ مَعَهُ، فَأَدْرَكَتْهُمُ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضاهِ، فَنَزَل رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعِضاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، وَنَزَل رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَحْتَ سَمُرَةٍ، فَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، قَال جَابِرٌ فَنِمْنَا نَوْمَةً، ثُمَّ إِذَا رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُونَا، فَجِئْنَاهُ فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ، فَقَال رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي، وَأَنَا نَائِمٌ فَاسْتَيْقَظْتُ، وَهْوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا، فَقَال لِي مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُ، فَهَا هُوَ ذَا جَالِسٌ". ثُمَّ لَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤١٣٥) ومسلم في الفضائل (٨٤٣: ١٣) كلاهما من طريق الزهري، عن سنان بن أبي سنان، عن جابر فذكره.