وإسناده حسن من أجل عمر بن أبي سلمة، فإنه مختلف فيه، فروي عن ابن معين تضعيفه، كما روي عنه أنه لا بأس به، وقال أبو حاتم: هو عندي صالح صدوق في الأصل، ليس بذاك القوي، يكتب حديثه ولا يحتج به، يخالف في بعض الشيء. وقال أحمد: هو صالح ثقة إن شاء الله. وقال البخاري في التاريخ: صدوق إلا أنه يخالف في بعض حديثه.
قلت: فمثله يحسن حديثه إلا إذا خالف، وقال ابن عدي: حسن الحديث لا بأس به.
ورواه الترمذي (٣٦٠٤/ م ٦) من طريق أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا مرسل، ولكن الحكم لمن وصله.
أي: المعرضون عن ذكر الله من الكفار والمشركين أكبر همهم ومبلغ علمهم وغاية سعيهم هو الدنيا، وأما المسلم فهو يدعو الله عز وجل أن لا يجعل الدنيا أكبر همه، ولا مبلغ علمه، كما أرشد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم -.
• عن ابن عمر قال: قلما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه:"اللهم! اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا".
حسن: رواه الترمذي (٣٥٠٢)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٤٠٢) كلاهما من طريق يحيى