• عن ابن عباس قال: لما نزلتْ هذه الآية {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ}[سورة البقرة: ٢٨٤] قال: دخل قلوبهم منها شيءٌ لم يدخل قلوبَهم من شيء، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قولوا: سمعنا وأطعنا وسلَّمنا" قال: فألقى اللَّه الإيمانَ في قلوبهم، فأنزل اللَّه تعالى:{رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قال: قد فعلتُ. قال: قد فعلتُ. {وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا}[سورة البقرة: ٢٨٦] قال: قد فعلتُ".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٢٦) من طرق عن وكيع، عن سفيان، عن آدم بن سليمان مولي خالد، قال: سمعتُ سعيد بن جبير يحدِّث عن ابن عباس، فذكر الحديث.
وقوله: "دخل قلوبَهم فيها شيءٌ" بالنّصب منها -أي من هذه الآية- والشيء بالرفع فاعل دخل أي دخل شيءٌ عظيم من الحزن من هذه الآية.
وقوله: "لم يدخل قلوبَهم من شيءٍ" هذه الجملة صفة له - أي لم يدخل مثل هذا قلوبهم من شيء.
٤١ - باب حسن الظَّن باللَّه مقرونًا بالخوف والرَّجاء
• عن أنس بن مالك، أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يخرجُ من النَّار أربعة فيعرضون على اللَّه، فيلتفت أحدُهم فيقول: أيْ ربّ إذ أخرجتني منها لا تعدني فيها، فينجيه اللَّه منها".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٩٢) عن هدّاب بن خالد الأزديّ، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران وثابت، عن أنس، فذكره.
هكذا جمع مسلم بين أبي عمران وهو الجونيّ، وبين ثابت في لفظ هذا الحديث، والصحيح أن هذا لفظ أبي عمران، نصَّ عليه ابن منده في التوحيد (٨٦٠)، وأخرج الحديث من وجوه عن حماد ابن سلمة بإسناده وقال: قال أبو عمران: "أربعة"، وقال ثابت: "رجلان" ثم ذكر الحديث.
قلت: حديث ثابت أخرجه ابن حبان، كما يأتي.
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يُخْرَجُ رجلان من النار، فيُعرضان على اللَّه، ثم يؤمر بهما إلى النار، فيلتفت أحدهما فيقول: يا ربّ، ما كان هذا رجائي! قال: وما كان رجاؤك؟ قال: كان رجائي إذ أخرجتني منها أن لا تعيدني، فيرحمه اللَّه فيدخله الجنة".
صحيح: رواه ابن حبان (٦٣٢) عن الحسن بن سفيان، قال: حدثنا هدية بن خالد القيسيّ، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، فذكره. وإسناده صحيح.