بعد شهر رمضان؟ قال له: ما سمعت أحدًا يسأل عن هذا إلا رجلا سمعته يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا قاعد. يا رسول الله، أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟ قال: "إن كنت صائمًا بعد شهر رمضان فصم المحرم، فإنه شهر الله، ففيه يوم تاب فيه على قوم، ويتوب فيه على قوم آخرين".
رواه الترمذي (٧٤١) عن علي بن حجر، أخبرنا علي بن مسهر، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي بن أبي طالب، فذكره.
قال الترمذي: "حسن غريب".
قلت: ليس بحسن فإن فيه عبد الرحمن بن إسحاق وهو أبو شيبة الواسطي ضعيف باتفاق أهل العلم.
والنعمان بن سعد لم يوثفه غير ابن حبان؛ ولذا قال فيه الحافظ: "مقبول" أي إذا تُوبع، ولم أجد من تابعه بل أكّد الترمذي بأنه غريب.
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام يوم عرفة كان له كفارة سنتين، ومن صام يومًا من المحرم، فله بكل يوم ثلاثون يومًا".
رواه الطبرانيّ في الصغير (٩٦٣) عن محمد بن رزين بن جامع المصري أبي عبد الله المدني، حدّثنا الهيثم بن حبيب، حدّثنا سلّام الطويل، عن حمزة الزيات، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عباس، فذكره.
قال الطبراني: لم يروه عن حمزة الزيات إلا سلّام الطويل، تفرّد به الهيثم بن حبيب.
وقال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ١٩٠): فيه الهيثم بن حبيب ضعّفه الذهبي.
قلت: وشيخه سلّام الطويل "متروك" كما في التقريب.
وفيه أيضًا ليث بن أبي سليم اختلط أخيرًا ولم يتميز حديثه فترك.
فقول المنذري في "الترغيب والترهيب" (١٩٤٩): "رواه الطبراني في الصغير وهو غريب، وإسناده لا بأس به، والهيثم بن حبيب وثقه ابن حبان".
كيف يكون لا بأس به، وفيه كل هذه مما ذكرت، كما أني لم أجد توثيق ابن حبان للهيثم بن حبيب في "الثقات". وفي الباب أيضًا عن أنس بن مالك.
رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه يعقوب بن موسى المدني مجهول وفيه مسلمة بن راشد. قال أبو حاتم: "مضطرب الحديث". انظر: "المجمع" (٣/ ١٩١).
[٢٤ - باب فضل صيام يوم الاثنين]
• عن أبي قتادة الأنصاريّ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الاثنين؟ فقال: "فيه وُلدتُ، وفيه أُنزل عليَّ".