للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المحرم".

صحيح: رواه الطبراني في الكبير (٢/ ١٨٢ - ١٨٣)، والنسائي في الكبري (٢٩٠٤)، والبيهقي (٤/ ٢٩١) كلّهم من حديث عبيدالله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن جندب بن سفيان، فذكره. واختصره النسائي.

قال المنذريّ في "الترغيب والترهيب" (١٥٤٨) بعد أن عزاه للنسائي، والطبراني: إسناده صحيح.

وقال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ١٩٠ - ١٩١): "عزاه في الأطراف إلى النسائي. ولم أجده في نسختي، وكأنه في "الكبرى". ورواه الطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح".

وفي الباب ما رُوي عن مجيبة الباهليّة، عن أبيها -أو عمّها- أنه أتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ثم انطلق، فأتاه بعد سنة، وقد تغيّرت حاله وهيئته، فقال: يا رسول الله! أما تعرفني؟ قال: "من أنت؟ ". قال: أنا الباهلي الذي جئتك عام الأول. قال: "فما غيّرك، وقد كنت حسن الهيئة؟ ". قال: ما أكلتُ طعامًا منذ فارقتك إلا بليل؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم عذبتَ نفسك؟ " ثم قال: "صُمْ شهر الصّبر، ويومًا من كلّ شهر". قال: زدني فإن بي قوة. قال: "صم يومين" قال: زدني: قال: "صم ثلاثة أيام". قال: زدني -قال: "صم من الْحُرُم واترك، وصم من الْحُرُم واترك، صم من الْحُرُم واترك" وقال بأصابعه الثلاثة- فضمّها ثم أرسلها.

رواه أبو داود (٢٤٢٨) من طريق حماد، وابن ماجه (١٧٤١)، والنسائي (٢٧٤٣) من حديث سفيان، والإمام أحمد (٢٠٣٢٣) من حديث الجريري، كلّهم عن أبي السيل، عن مجيبة الباهلية، فذكرته.

هكذا رواه أبو داود -واللفظ له-، ورواه ابن ماجه، فقال: عن أبي مجيبة الباهلي، عن أبيه -أو عن عمه-.

وفيه بعد قوله: "ويومين": "صم شهر الصبر، وثلاثة أيام بعده، وصم أشهر الْحُرُم".

وفي رواية النسائي: عن مجيبة الباهلي، عن عمّه -بدون شك، وفيه-: "صُم الْحُرُم وأفطر".

وفي رواية أحمد: "مجيبة عجوز من باهلة".

ومجيبة الباهلية مجهولة لم يرو عنها غير أبي السبيل. ثم كما رأيت اضطرب الناس فيها فقيل: إنّها امرأة، وقيل: إنها رجل، وقيل: أبو مجيبة.

قال المنذري بعد أن نقل كلام العلماء في مجيبة الباهلية أو الباهلي: "وقد وقع هذا الاختلاف كما تراه، وأشار بعض شيوخنا إلى تضعيفه لذلك، وهو متوجه".

والجريري هو سعيد بن إياس اختلط بآخره ولكن رواه البعض من سبق ذكرهم قبل الاختلاط.

وقوله: "الْحُرُم" أي الأشهر الحرم، وهي: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. وقد عبر أعرابي بقوله: ثلاثة سَرْد، وواحد فرد.

وفي الباب أيضًا ما رُوي عن علي بن أبي طالب سأله رجل فقال: أي شهر تأمرني أن أصوم

<<  <  ج: ص:  >  >>