[١٠ - باب جواز ترجيل الحائض رأس زوجها]
• عن عائشة أنها قالت: كنت أرجِّل رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا حائض.
وفي رواية عن عروة أنه سئل: أتخدمني الحائضُ أو تدنو مني المرأةُ وهي جنب؟ فقال عروة: كلُّ ذلك عليَّ هيِّنٌ، وكلُّ ذلك تخدمني، وليس على أحد في ذلك بأس؛ أخبرتني عائشة أنها كانت تُرجِّلُ - تعني - رأسَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي حائض، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حينئذ مجاور في المسجد، يُدني لها رأسَه وهي في حُجرتِها، فترجِّلُه وهي حائض.
متَّفقٌ عليه: أخرج الرواية الأُولى مالك في الطهارة (١٠٢) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، ومن طريقه البخاري في الحيض (٢٩٥)، ورواه مسلم في الحيض (٢٩٧) من حديث أبي خيثمة، عن هشام به، وفيه: يُدني إليَّ رأسَه وأنا في حُجرتي؛ فأُرَجِّلُ رأسه وأنا حائض. والرواية الثانية أخرجها البخاري (٢٩٦). وفي رواية: أنها كانت ترجّل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي حائض، وهو مُعتكِفٌ في المسجد، وهي في حجرتها؛ يناولها رأسه. وسيأتي في كتاب الصوم، باب الاعتكاف.
١١ - باب قراءة الرجل في حَجر امرأته وهي حائض
عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتكيء في حَجري وأنا حائض، ثم يقرأ القرآن.
متفق عليه: رواه البخاري في الحيض (٢٩٧) ومسلم في الحيض (٣٠١) كلاهما من حديث منصور بن صفية، عن أمه صفية، عن عائشة، فذكرت الحديث.
١٢ - باب تناول الحائض شيئًا من المسجد
• عن عائشة قالت: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نَاوِليني الخُمرةَ" من المسجد. قالت قلت: إنِّي حائض، قال: "إن حَيضتَكِ ليست في يدك".
صحيح: رواه مسلم في الحيض (٢٩٨) من حديث الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عنِ القاسم بن محمد، عن عائشة .. فذكرته.
قولها: "من المسجد" قال أبو العباس القرطبي في المفهم (١/ ٥٥٨): "وقد اختُلف في هذا المجرور الذي هو "من المسجد" بماذا يتعلّق؟ فعلّقه طائفة بـ "ناوليني" واستدلوا به على جواز دخول الحائض المسجد للحاجة تعرض لها ... وعلقته طائفة أخرى بقولها: "قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المسجد: ناوليني الخمرة على التقديم والتأخير، وعليه المشهور من مذاهب العلماء، أنها لا تدخل المسجد لا مقيمة ولا عابرة ... ". قلت: والتفسير الثاني يدل عليه حديث أبي هريرة الآتي.
أي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها ذلك من المسجد لتُنَاوِله إياها من خارج المسجد، لا أن النبي - صلى الله عليه وسلم -