• عن عقبة عامر قال: كانت علينا رعاية الإبل، فجاءت نوبتي، فروّحتها بعشي، فأدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمًا يحدّث الناس، فأدركت من قوله:"ما من مسلم يتوضأ، فيحسن وضوءه، ثمّ يقوم، فيصلي ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه إِلَّا وجبتْ له الجنّة". قال: فقلت: ما أجود هذه! فإذا قائل بين يدي يقول: التي قبلها أجود، فنظرت، فإذا عمر، قال: إني قد رأيتك جئت آنفا. قال:"ما منكم من أحد يتوضأ، فيُبلِغُ (أو فيُسبغ) الوضوء، ثمّ يقول: أشهد أن لا إله إِلَّا الله وأن محمدًا عبد الله ورسوله إِلَّا فتحت له أبواب الجنّة الثمانية، يدخل من أيّها شاء".
صحيح: رواه مسلم في الطهارة (٢٣٤) عن محمد بن حاتم بن ميمون، ثنا بن مهدي، ثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عقبة بن عامر فذكره.
• عن مسروق قال: دخلنا على عبد الله بن مسعود قال: يا أيها الناس! من علم شيئًا فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن مِن العلم أن يقول لِما لا يعلم: الله أعلم. قال الله عَزَّ وَجَلَّ لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٨٠٩)، ومسلم في صفة القيامة والجنة والنار (٢٧٩٨: ٤٠) كلاهما من طريق جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن مسروق، قال: فذكره في حديث طويل.
قوله:{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} أي إن دعائي إياكم بدون أجر، فإن دعوة الأنبياء عليهم الصّلاة كانتْ خالصة لله عَزَّ وَجَلَّ بدون مقابل من المال والجاه.
وقوله:{إِنْ هُوَ} أي أن هذا القرآن الذي أدعو إليه تذكرة لكم وللعالمين جميعًا.