نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وأنا رجل شحيح لا يكاد يخرج من يدي شيء، فقال عبد الله: ليس ذاك بالشح الذي ذكر الله عز وجل في القرآن، ولكن الشح أن تأكل مال أخيك ظلما، ولكن ذلك البخل، وبئس الشيء البخل.
رواه ابن جرير في تفسيره (٢٢/ ٥٢٩) عن ابن حميد قال: حدثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا المسعودي، عن أشعث، عن أبي الشعثاء، عن أبيه قال: جاء رجل إلى ابن مسعود، فذكره. والمسعودي مختلط.
ولكن رواه هو والحاكم (٢/ ٤٩٠)، والبيهقي في الشعب (١٠٣٤٧) كلهم من وجه آخر عن جامع بن شداد، عن الأسود بن هلال، قال: جاء رجل إلى ابن مسعود، فذكر نحوه.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
ورُويَ مثل هذا عن ابن عمر وسعيد بن جبير وغيره.
• عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم".
صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٥٧٨) عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدثنا داود - يعني ابن قيس -، عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر بن عبد الله، فذكره.
٤ - باب قوله: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٠)}
أي المؤمنون الذين جاؤوا بعد المهاجرين والأنصار يستغفرون الله لأنفسهم ولإخوانهم المؤمنين الذين كانوا قبلهم، ويدعون الله تعالى أن لا يجعل في قلوبهم غلا - وهو الحقد والحسد - لإخوانهم المؤمنين.
• عن عروة قال: قالت لي عائشة: يا ابن أختي! أُمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فسبوهم.
صحيح: رواه مسلم في التفسير (٣٠٢٢) من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
قال القاضي عياض: الظاهر أنها قالت هذا عندما سمعت أهل مصر يقولون في عثمان ما قالوا، وأهل الشام في علي ما قالوا، والحرورية في الجميع ما قالوا.
وأما الأمر بالاستغفار الذي أشارت إليه فهو قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}.